Page 22 - m
P. 22

‫العـدد ‪57‬‬                          ‫‪20‬‬

                                                            ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

‫آدم‪..‬‬
‫د‪.‬أحمد إسماعيل‬

‫نقد البدائل الثقافية في‬
‫شعر أدونيس‬

‫أعرف أن أدونيس‪ ،‬في كل كتاباته‪ ،‬صاد ٌم على كافة المستويات‪ ،‬لكن‬
‫هذا ما نحتاجه الآن؛ أن نحدث ُج ْر ًحا في جسد هذه الثقافة الهرمة إما‬
‫لعلاجها‪ ،‬أو لإزاحتها بعي ًدا عن الذهن العربي‪ ،‬لأنها ثقافة‪ ،‬في أحايين‬
‫كثيرة‪ ،‬تضر أكثر مما تنفع‪ ،‬وتغ ِّيب العقل لا توقظه‪ ،‬ولكن ليس معنى‬
‫ذلك الولع بالمنجز الغربي‪ ،‬والدخول في مرحلة الاستلاب‪ ،‬وإن كان‬

‫المنجز الغربي يستحق الاستفادة منه ‪-‬لا شك‪ -‬للسير في طريق تحديث‬

‫مجتمعاتنا العربية‪ ،‬لكن لا بد ألا ننسي أسلافنا الذين كانوا يحملون‬

‫مشاعل الثقافة‪ ،‬والذين م َّهدوا الطريق لحضارة الرجل الأبيض‪.‬‬

   ‫بالأنساق المضمرة التي تتضمن حمولات ثقافية‬      ‫« َل َأ َزا ُل أُ َغنِي‬
                                         ‫كبيرة‪.‬‬   ‫َكي أُ َو ِّسع آ َفا َق ُهم‪،‬‬
                                                  ‫َوأُ ِح ُّب ُخ َطا َي ِم ْن َأ ْجلِ ِهم‬
                            ‫ثان ًيا‪ :‬منهج البحث‪:‬‬  ‫َفل َأ ُقل‪ :‬إ َّن ُهم َه ِجي ٌر‬
     ‫لقد اقتضت هذه الدراسة من الباحث أن يعتمد‬     ‫َوأ َنا َف ْي ُئ ُهم»(‪)1‬‬

        ‫على أكثر من منهج؛ كي يستطيع أن يمسك‬                                 ‫أو ًل‪ :‬موضوع البحث‪:‬‬
   ‫بتلابيب النص‪ ،‬من أهم هذه المناهج‪ :‬منهج النقد‬
    ‫الثقافي الذي يساعد في تقصي الأنساق الثقافية‬    ‫يعد أدونيس من الشعراء الكبار الذين استطاعوا‬
 ‫وتعرية مضامينها‪ ،‬كذلك اعتمد الباحث على المنهج‬
‫التحليلي الوصفي الذي يستعين بإنجازات البنائية‪،‬‬       ‫تأسيس خطاب شعري متميز له رؤيته الخاصة‪،‬‬
                                                  ‫رؤية انبجست من فلسفات مختلفة جعلت النص في‬
        ‫والأسلوبية في دراسة النصوص وتحليلها‪.‬‬      ‫غاية الكثافة الدلالية حد الإبهام‪ ،‬ويهدف هذا البحث‬
                           ‫ثال ًثا‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬
                                                    ‫إلى بيان الأنساق الفكرية الملحة التي تشكل رؤية‬
    ‫‪ -1‬إعادة طرح أسئلة جذرية عميقة حول الدين‬          ‫أدونيس‪ ،‬وكيف أثرت في نصه الشعري المح َّمل‬
    ‫ودوره في الحياة‪ ،‬وحول الله‪ ،‬والإنسان العربي‬
   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27