Page 132 - m
P. 132

‫العـدد ‪58‬‬                ‫‪130‬‬

                                                   ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬

           ‫مجموعة معينة من رؤية المنشور‬                                       ‫قصيد ًة أبوها ال ِّشع ُر‬
                                 ‫زوجي مث ًل‬                                            ‫وأ ُّمها امرأ ٌة‬

                   ‫سأفعل هذا تجن ًبا للجدال‬                     ‫أخرجتها رغب ُتها في الحياة من المِلة‬
                              ‫وأبنائي أي ًضا‬
                                                                             ‫وقذفت بها‬
                           ‫وإخوتي (ص‪)63‬‬                         ‫خارج حصو ِن الآمنين‪( .‬ص‪)8‬‬

 ‫كلما حاولت وجدت الدائرة تتسع لتضيق عليها‬          ‫هنا تكمن المفارقة‪ ،‬فبينما تعشق هي الشعر والحياة‬

‫(هي)‪ ،‬ولأن الدائرة ستظل تتسع وتتسع لتشمل‬           ‫فإن رغبتها في الحياة هي التي تخرجها من‬
  ‫مجتم ًعا كام ًل‪ ،‬تأتي المفارقة نهاية حتمية دالة‬
                                                   ‫الملة‪ ،‬والآخر الذي يعشقها هنا هو (الموت) الذي‬

                                                   ‫لن يسمح لها بأن ترافق غيره‪ ،‬هو (القيد) الذي‬

                                                   ‫في محاولاتها الفكاك منه الخروج من الملة‪ ،‬ومن‬

                                                   ‫ثم حصون الآمنين‪ ،‬لكنها ستصبح نغمة هاربة‬

                                                   ‫من قيد سلم موسيقي‪ ،‬وما زال بإمكانها مواصلة‬

                                                                ‫الغناء والرقص مواصلة الحياة لأنها‪:‬‬
                                                                                ‫أنا امرأة بسبع أروا ٍح‬
                                                                ‫وقل ٍب ملي ٍء بالثقوب التي صنعتها ي ُدك‬
                                                                             ‫كلما خنق َت رو ًحا‬
                                                                ‫قفزت أخرى ُتخ ِر ُج لك لسا َنها‬
                                                                ‫بينما تتسر ُب أنت قطر ًة قطرة‬

                                                                             ‫دونما أثر وراء َك‬
                                                                ‫تستد ُّل به يو ًما للرجوع‪( .‬ص‪)75‬‬
                                                   ‫الآخر هنا مقترن بمفردات الموت على تعدد طرقه‬

                                                   ‫وأدواته وأساليبه‪ ،‬وما تحمله مفردة الموت‬

                                                   ‫ومرادفاتها من اتساع دلالي يشمل المعنوي‬

                                                                ‫والحسي والمادي (فارتفع صراخي‬
                                                                             ‫قذفوني بلعنا ِتهم‪..‬‬
                                                                 ‫عدت أج ُّر‬  ‫الخيب ِة والانكسار‪-‬‬  ‫أكثر‪..‬‬
                                                                ‫العصفور ُة‬                        ‫أذيا َل‬

                                                                ‫التي خنقتها‪ -‬ونسيت أن تروي‬

                                                                ‫عطشى القلب الذي قذفوا به إلى‬

                                                                ‫الجدار وألقوا به في بئر‪ -‬ارجموه –‬

                                                                ‫أباح دمي)‪ ،‬الآخر إذن هو القيد‪:‬‬

                                                                             ‫قرر ُت اليو َم‬
                                                                ‫أن أنش َر قصيد ًة استثنائية‬
                                                                          ‫قصيد ًة تشبهني‬

                                                                ‫لكن الآخر‪ /‬القيد لن يمنحها هذه‬

                                                                ‫الفرصة الاستثنائية أن تكون هي‬

                                                                ‫كما تريد وكما يحلو لها‪ ،‬يجب‬

                                                                ‫عليها أن تتبع مجموعة إجراءات‬

                                                                ‫تراوغ بها هذا الآخر‪ /‬القيد‪:‬‬
                                                                             ‫عل َّي أن أستثن َي‬
   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137