Page 255 - m
P. 255

‫الملف الثقـافي ‪2 5 3‬‬ ‫مدرسة بنو كوديرا والتاريخ الأندلسي‬       ‫من الدراسات التاريخية‬        ‫ملخص الدراسة‪:‬‬
                                                           ‫لبلاد الأندلس‪ ،‬هو الوقوف‬
‫د‪.‬فؤاد كبداني‬                                                                                  ‫تفرض الدراسات‬
                                                             ‫على طريقة تفكير المؤرخ‬
            ‫(الجزائر)‬                                         ‫الإسباني‪ ،‬كيفية طرحه‬            ‫التاريخية على الباحثين‬
                                                         ‫للإشكالية التاريخية وطريقة‬          ‫والدارسين خوض غمار‬
                                                           ‫تعامله مع المادة التاريخية؛‬     ‫التعامل مع المادة التاريخية‬
                                                               ‫إن أهمية النتائج تزداد‬          ‫باختلاف لغتها وبتعدد‬
                                                              ‫وتتأكد كلما كانت قائمة‬     ‫مصادرها‪ ،‬وهذا ما يم ِّكن من‬
                                                               ‫على تعدد مصدر المادة‬        ‫مقارنة المضامين التاريخية‬
                                                               ‫التاريخية‪ ،‬وهذا بدوره‬      ‫فيما بينها‪ ،‬ومن ثم توضيح‬
                                                            ‫ما يبعدنا عن الذاتية التي‬        ‫حقيقة العديد من الوقائع‬
                                                             ‫قد تتعدد أشكالها‪ ،‬كما لا‬
                                                           ‫ينتج عنها إلا رؤية ما نريد‬           ‫التاريخية‪ ،‬كما تساعد‬
                                                            ‫رؤيته‪ .‬إن تاريخ المسلمين‬      ‫المعطيات التاريخية الجديدة‬
                                                           ‫ببلاد الأندلس ع َّمر طوي ًل‪،‬‬     ‫والمتنوعة في التشجيع على‬
                                                               ‫لينتهي ذلك الوجود في‬
                                                            ‫آخر المطاف بسقوط قلاع‬           ‫الاطلاع على ثقافة القراءة‬
                                                              ‫المسلمين الواحدة تلوى‬         ‫للآخر‪ ،‬والتي ستساعد في‬
                                                             ‫الأخرى‪ ،‬ولعل هذا يعود‬         ‫التعمق بالدراسة في العديد‬
                                                            ‫بالدرجة الأولى إلى التخلي‬        ‫من الجوانب التي ما زال‬
                                                           ‫عن أهم المقومات الأساسية‬       ‫يكتنفها الغموض‪ ،‬ومن جهة‬
                                                           ‫التي يمكن أن تضمن البقاء‬      ‫أخرى‪ ،‬هذا النوع من الاطلاع‬
                                                            ‫إلى أن يحين أمر الله‪ ،‬إذن‬     ‫يفتح مساقات جديدة للبحث‬
                                                         ‫القضية ليست نهاية ارتبطت‬           ‫التاريخي‪ ،‬والتي ستضمن‬
                                                          ‫فقط بمنهزم أمام منتصر في‬           ‫قراءات متنوعة بالإضافة‬
                                                          ‫معركة معينة‪ ،‬وإنما الواجب‬       ‫إلى استنتاجات جديدة‪ ،‬وهنا‬
                                                            ‫هو إدراجها في سياق مبدأ‬        ‫سنقف على تاريخ المسلمين‬
                                                           ‫التعاقب الحضاري‪ ،‬والذي‬          ‫وحضارتهم ببلاد الأندلس‬
                                                            ‫سيدفعنا للبحث في أسرار‬           ‫من خلال منظور الطرف‬
                                                             ‫البناء والقوة ثم الانهيار‪،‬‬     ‫الآخر والمتمثل فى مدرسة‬
                                                              ‫وهذا ما نهجته مدرسة‬
                                                         ‫بنوكوديرا بشكل يختلف عن‬                        ‫بني كوديرا‪.‬‬
                                                                                                  ‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
                                                                           ‫سابقاتها‪.‬‬             ‫بنوكوديرا؛ الأندلس؛‬
                                                         ‫حملت مدرسة بنوكوديرا على‬        ‫فرانسيسكو كوديرا؛ مصادر‬
                                                                                          ‫إسبانية؛ الحروب الصليبية؛‬
                                                           ‫عاتقها التعامل مع مختلف‬
                                                         ‫المصادر‪ ،‬فإلى جانب المصادر‬                  ‫إسبانيا المسلمة‪.‬‬

                                                           ‫الإسبانية‪ ،‬جعلت كذلك من‬              ‫المقدمة‪:‬‬
                                                              ‫المصادر العربية أسا ًسا‬
                                                               ‫لدراساتها نظ ًرا للقيمة‬            ‫المراد من هذا العمل‬
                                                                                             ‫البسيط حول جانب مهم‬
   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260