Page 253 - m
P. 253

‫الملف الثقـافي ‪2 5 1‬‬

‫موريس بوكاي‬                     ‫آنا ماري شيمل‬                         ‫هل ستصبح سجوننا أسوأ‬
                                                                    ‫حا ًل؟ ستصل اقتصاداتنا إلى‬
     ‫من الحروب في القرنين‬         ‫في أفلامها و ُتظهر صورتنا‬
  ‫الأخيرين‪ ،‬فلِ َم يتم تصوير‬                ‫الحقيقية للعالم‪.‬‬          ‫حضيض أسوأ مما وصلت‬
 ‫الاستشراق على أنه مؤامرة‬                                                             ‫إليه الآن؟‬
   ‫غربية‪ ،‬توحدت فيها دول‬        ‫أظن‪ ،‬والله أعلم‪ ،‬أننا نستعذب‬
                                  ‫دور الضحية ونبحث دائ ًما‬                 ‫أزعم أن مشكلتنا أننا‬
      ‫الغرب‪ ،‬وأصبحت على‬             ‫عن «شماعة» نعلق عليها‬            ‫ضعفاء‪ ،‬فالأقوياء لا يأبهون‬
  ‫قلب رج ٍل واحد حتى تنفذ‬         ‫فشلنا في أن نصبح أفضل‪،‬‬
 ‫أهدافها في التحكم بمقدرات‬          ‫بغض النظر عن صورتنا‬                  ‫بما يظنه الآخرون بهم‪،‬‬
 ‫ومصائر دول الشرق‪ ،‬وهذا‬                         ‫لدى الآخر‪.‬‬            ‫والعالم‪ ،‬ربما‪ ،‬يتعاطف مع‬
  ‫أبعد ما يكون عن الحقيقة‪.‬‬                                             ‫الضعيف‪ ،‬وربما لا‪ ،‬ولكنه‬
                                ‫إشكالي ٌة أخرى من إشكاليات‬             ‫يسحقه بالتأكيد‪ ،‬ويحترم‬
     ‫أوروبا والغرب منقسم‬         ‫مسألة الاستشراق النظر إلى‬
‫دينيًّا‪ ،‬إنجلترا البرتوستانتية‬                                                          ‫القوي‪.‬‬
‫وأيرلندا الكاثوليكية واليونان‬      ‫الغرب على أنه كيان واحد‬              ‫روسيا قامت بغزو دول ٍة‬
‫الأرثوذكسية وهكذا دواليك‪.‬‬            ‫وهو ليس كذلك‪ ،‬فلماذا‬           ‫مستقلة ولم تخش من عواقب‬
                                    ‫نتحدث عن الغرب وكأنه‬               ‫هذا الغزو وما زالت حتى‬
     ‫الغرب الذي نفترض أن‬                                                 ‫الآن تتحكم باقتصادات‬
      ‫خططه تسعى لتنصير‬           ‫سلطة واحدة وثقافة واحدة‬              ‫العالم بدون أن يأبه بوتين‬
   ‫الشرق‪ ،‬أصبحت نسبة لا‬                 ‫وكتلة فكرية واحدة؟‬             ‫إلى كل الخطب التي ألقيت‬
‫يستهان بها من المنتمين إليه‬
                                   ‫عن أي غر ٍب يتحدثون؟ لم‬                 ‫مدين ًة للغزو وشاجب ًة‬
              ‫من الملحدين‪.‬‬           ‫يكن الغرب يو ًما موح ًدا‬          ‫لتصرفات موسكو وبدون‬
     ‫الاستشراق عند ادوارد‬              ‫لا فكر ًّيا ولا دينيًّا ولا‬    ‫أن تؤرقه صورته وصورة‬
  ‫سعيد يتهم الغرب بتشويه‬              ‫سياسيًّا‪ .‬لم تخ ُل دولة‬         ‫نظامه المشوهة لدى الغرب‬
     ‫متعمد وممنهج لصورة‬                ‫من دول أوروبا‪ ،‬ربما‬
                                                                                 ‫والعالم بأسره‪.‬‬
                                ‫باستثناء سويسرا والسويد‪،‬‬              ‫في عام ‪ ،2023‬ومع وجود‬

                                                                        ‫وسائل الإعلام التقليدية‪:‬‬
                                                                    ‫التلفزيون والراديو والجرائد‬
                                                                    ‫ووسائل التواصل الاجتماعي‬

                                                                      ‫واليوتيوب‪ ،‬لماذا لم نستطع‬
                                                                          ‫حتى اليوم تعديل هذه‬

                                                                    ‫الصورة النمطية التي تظهرنا‬
                                                                          ‫للآخر بصورة مخالفة‬

                                                                    ‫للواقع؟ لماذا نلوم الآخر؟ لماذا‬
                                                                      ‫تتعالى الأصوات عندما لأن‬
                                                                     ‫السينما الهوليوودية تظهرنا‬
                                                                        ‫بصور ٍة مشوهة؟ لماذا لا‬
                                                                     ‫ننتج أفلا ًما تص ِّدر صورتنا‬

                                                                    ‫الحقيقية للعالم؟ ‪ 200‬مليون‬
                                                                          ‫دولار تدفع ثمن لاعب‬

                                                                        ‫يدحرج كرة‪ ،‬بينما ننتظر‬
                                                                         ‫من هوليوود أن تنصفنا‬
   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258