Page 254 - m
P. 254

‫العـدد ‪58‬‬                            ‫‪252‬‬

                                 ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬                       ‫الشرق في الأعين الغربية‪.‬‬
                                                                      ‫كيف نرى نحن الآخر؟‬
   ‫كل ما سبق على أوضاعنا‬             ‫لازلو التي قامت بعرقلة‬
   ‫المأساوية التي نعيشها في‬           ‫لاجئ يحمل صغيره في‬            ‫كشرق أوسطيين وعرب‪،‬‬
   ‫عالمنا العربي الكئيب؟ هل‬         ‫محاول ٍة للنجاة من جحيم‬          ‫كيف نرى شعوب شبه‬
    ‫يتهم البعض الاستشراق‬              ‫الحرب‪ ،‬في تلك الحادثة‬                  ‫القارة الهندية؟‬
 ‫والغرب بالمسؤولية عن ذلك‬          ‫الشهيرة‪ ،‬لم تفعل ذلك لأن‬
  ‫أكثر مما يجب؟ نعم هذا ما‬        ‫الصورة النمطية التي خلقها‬         ‫كيف نرى شعوب جنوب‬
                                      ‫الاستشراق أو الأدوات‬                     ‫شرق آسيا؟‬
                     ‫أظنه‪.‬‬
    ‫النقطة الأخرى أننا لسنا‬             ‫الشبيهة به في العقول‬        ‫كيف نرى شعوب شرق‬
                                      ‫الغربية‪ ،‬فعلت ذلك لأنه‬                       ‫أوروبا؟‬
      ‫أبرياء تما ًما من كل ما‬    ‫ضعيف ولأنها ظنت أن الأمر‬
   ‫نتهم به الغرب‪ ،‬فلدينا من‬            ‫سيمر بدون محاسبة‪.‬‬         ‫كيف نرى الشعوب الغربية؟‬
  ‫العنصرية ضد الآخر أكثر‬         ‫الفرق بيننا وبين الحضارات‬        ‫كيف تنظرالشعوب العربية‬
‫مما لديهم ربما‪ ،‬ولو سنحت‬           ‫التي تتهم بتشويه صورتنا‬
                                     ‫أننا لا قيمة ولا وزن لنا‪،‬‬            ‫واحدها إلى الآخر؟‬
      ‫لنا الفرصة لاضطهدنا‬           ‫بينما هم لهم سلطة ولهم‬          ‫الصورة النمطية لشعوب‬
  ‫الآخرين وأسأنا إليهم كما‬         ‫وزن ولهم وكلاء يحكمون‬             ‫شبه القارة الهندية‪ ،‬غير‬
 ‫أساء لنا الغرب وربما أكثر‪.‬‬           ‫عنهم فيما يملكونه س ًّرا‬       ‫جذابة على الإطلاق لدى‬
‫أعيش في الغرب منذ ما ينيف‬              ‫وينكرونه علنًا‪ .‬لا أريد‬       ‫معظم الشعوب العربية‪،‬‬
  ‫عن العشرين عا ًما‪ ،‬وأزعم‬            ‫تبسيط المشكلة وتحميل‬      ‫وقس على ذلك بقية الشعوب‪،‬‬
  ‫أن لدينا الكثير من الأفكار‬       ‫الطرف المهزوم نفسيًّا تبعة‬      ‫ولا أريد الإسهاب في ذلك‪،‬‬
 ‫المغلوطة عن الغربيين‪ ،‬وأننا‬         ‫ما وصل إليه‪ ،‬ولكنني لا‬      ‫الخلاصة أننا لسنا متفوقين‬
   ‫لا نتعامل معهم بإنصا ٍف‬          ‫أرى فائدة من الإغراق في‬
                                    ‫لوم الآخر وسوق الحجج‬                   ‫أخلاقيًّا‪ ،‬للأسف‪.‬‬
    ‫أي ًضا‪ ،‬ولكن لا أحد يهتم‬     ‫التي تبرر فشلنا وانهزامنا في‬          ‫عندما اندلعت الحرب‬
‫لهذه الآراء ولا يقيم لها وز ًنا‬                                   ‫الروسية الأوكرانية ارتكب‬
                                                   ‫مواجهته‪.‬‬            ‫بعض الأوكرانيين في‬
  ‫لأننا وببساطة وللأسف لا‬            ‫ما أردت قوله هنا إننا قد‬      ‫أوج الأزمة أعما ًل اتسمت‬
   ‫قيمة لنا كشعوبٍ وكدول‬            ‫نكون مستهدفين بحملا ِت‬         ‫بالعنصرية تجاه الأفارقة‬
                                 ‫تشويه متعمدة‪ ،‬وقد يتحامل‬           ‫والعرب‪ ،‬بالرغم من أنهم‬
            ‫الهوامش‪:‬‬               ‫علينا الغرب والشرق‪ ،‬وقد‬      ‫كانوا يتعايشون معهم بسلام‬
                                     ‫يكون تاريخنا قد تعرض‬        ‫قبل ذلك‪ ،‬لذلك يمكننا القول‬
      ‫‪ -1‬الاستشراق‪ :‬محمد‬          ‫لتشوي ٍه ممنهج وعلى فترا ٍت‬     ‫إن الصورة النمطية لهؤلاء‬
                    ‫عناني‪.‬‬        ‫طويلة‪ ،‬قد لا أختلف مع ذلك‬       ‫ليست هي المشكلة‪ ،‬المشكلة‬
                                     ‫ولكن ما هو مقدار تأثير‬     ‫هي أن هؤلاء لا ينتمون لدول‬
 ‫‪ -2‬أبحاث العدد ‪ ،17‬موقع‬                                         ‫تهتم لأمر رعاياها‪ ،‬للأسف‪.‬‬
  ‫مجلة دراسات استشراقية‬                                             ‫المصورة الهنغارية بيترا‬

                ‫(‪.)iicss.iq‬‬
   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259