Page 250 - m
P. 250

‫العـدد ‪58‬‬                              ‫‪248‬‬

                              ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬                           ‫التي ألمحنا إليها في هذه‬
                                                                 ‫الدراسة المتواضعة كشفت‬
  ‫فحسب‪ ،‬أي مدينة يوتوبية‬              ‫التي أصبحت معل ًما‬        ‫عن غياب الترجمات العربية‬
  ‫للعلماء يعيش فيها العلماء‬         ‫ممي ًزا للباحثين العرب‪،‬‬      ‫لهذه الدراسات التي قدمها‬
   ‫والفلاسفة بكل حرية‪ ،‬بل‬           ‫إذ نجدهم يدافعون عن‬
                                    ‫الحضور الإسلامي في‬              ‫المستعربون الإسبان أو‬
     ‫كان العلماء والفلاسفة‬        ‫الأندلس بأسلوب انفعالي‬           ‫المستشرقون (على قاعدة‬
  ‫فيها يعيشون القيد الثقافي‬     ‫اندفاعي عندما يصطدمون‬             ‫شكلية الأسماء) واللطيف‬
  ‫والسياسي بنفس المقاييس‬           ‫بكل دراسة تعتبر الفتح‬           ‫في الأمر أن المرحوم عبد‬
 ‫التي يعيش فيها الفيلسوف‬         ‫الإسلامي غز ًوا متناسين‬           ‫الرحمن بدوي قد نبه إلى‬
                              ‫نسبية المفاهيم ومشروطيتها‪،‬‬        ‫غياب الدراسات والترجمات‬
           ‫والعالم المعاصر‪.‬‬      ‫ففرض تصور ودلالة على‬           ‫العربية للمؤلفات الإسبانية‪،‬‬
 ‫ولهذا ينبغي علينا استثمار‬     ‫الآخر ليس أسلو ًبا حضار ًّيا‬    ‫رغم أن الموسوعة التي تركها‬
                                     ‫أو إنسانيًّا في التعامل‬     ‫لنا حول المستشرقين كانت‬
    ‫الدراسات الاستشراقية‬       ‫البشري‪ ،‬والحضور العربي‬          ‫وما زالت قاعدة بيبليوغرافية‬
 ‫والاستعرابية والاستفراقية‬        ‫في الأندلس كان حضو ًرا‬
                                     ‫اجتماعيًّا إنسانيًّا بكل‬            ‫رئيسة في البحوث‬
      ‫(الدراسات الأفريقية)‬        ‫الدلالات إيجابية كانت أم‬     ‫والدراسات المتعلقة بموضوع‬
      ‫في قيامة الأمة العربية‬    ‫سلبية‪ ،‬فالحضارة العربية‬
 ‫والإسلامية وليس الوقوف‬           ‫الإسلامية في الأندلس لم‬                     ‫الاستشراق‪.‬‬
 ‫عند اللحظات الخلافية التي‬       ‫تكن حضارة علم ومعرفة‬           ‫كما نود التنبيه إلى ضرورة‬
‫تغذي الصراع الذي لا يخدم‬
‫أمتنا العربية والإسلامية‪ ،‬بل‬                                          ‫التخلي عن العنتريات‬
‫يزيد من غيابنا‪ ،‬وتغييبنا من‬

                   ‫الوجود‬

                                                                        ‫الهوامش‪:‬‬

        ‫‪ -1‬مالك بن نبي‪ ،‬مشكلة الثقافة‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الصبور شاهين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق الطبعة الرابعة‪ 1984 :‬ص‪.21‬‬
‫‪ -2‬محمد عبد الرحمن القاضي‪ ،‬ميغيل أسين بلاثيوس رائد الاستعراب الإسباني‪ ،‬المجلة العربية‪ ،‬الرياض‪ 1431 .‬ص‪.8‬‬

                                                                    ‫‪ -3‬ابن عبدون‪ ،‬رسالة في القضاء والحسبة‪.‬‬
                                                         ‫‪ -4‬عبد الرحمن بدوي‪ ،‬موسوعة المستشرقين‪ ،‬ص‪.363‬‬
  ‫‪ -5‬مجموعة مؤلفين‪ ،‬مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية‪ ،‬ج‪ ،1‬المنظمة العربية للثقافة‪ ،‬تونس ‪،1985‬‬

                                                                                                    ‫ص‪.323‬‬
                                ‫‪ -6‬أنجيل غونثاليث بالنثيا‪ ،‬تاريخ الأدب الأندلسي‪ ،‬ترجمة حسين مؤنس‪ ،‬ص‪.142‬‬

                                                        ‫‪ -7‬عبد الرحمن‪ ،‬بدوي‪ ،‬موسوعة المستشرقين‪ ،‬ص‪.364‬‬
                                   ‫‪ -8‬مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.282‬‬

                                                                                   ‫‪ -9‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.283‬‬
                                                               ‫‪ -10‬مناهج المستشرقين‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.283‬‬
            ‫‪ -11‬ينظر مقدمة كتاب تاريخ الفكر الأندلسي‪ ،‬بالنثيا‪ ،‬ترجمة حسين مؤنس‪ ،‬مكتية الثقافة الدينية‪ ،‬مصر‪.‬‬
    ‫‪ -12‬فريد امعضشو‪ ،‬مقال‪ :‬الاستشراق الإسباني والتراث العربي الإسلامي بالأندلس‪ ،‬مجلة دراسات استشراقية‬

                                                                                ‫العدد‪ 7 :‬السنة ‪ ،2016‬ص‪.176‬‬
                                                                    ‫‪ -13‬فريد امعضشو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.177‬‬
   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255