Page 247 - m
P. 247

‫الملف الثقـافي ‪2 4 5‬‬

‫فرانسيسكو سيمونيه‬  ‫سانتشث ألبورنوث‬  ‫رديارد كبلنج‬                 ‫كما ذهب البعض منهم إلى‬
                                                                  ‫أن أي إبداع فني كان عند‬
‫الذين اهتموا بالتراث العربي‪،‬‬          ‫شأن كثير من الأسر‬
  ‫وما قاله يدفع إلى الاعتزاز‪،‬‬      ‫الإسبانية‪ ،‬واختار لاسمه‬          ‫العرب لم تكن مرجعيته‬
    ‫وإلى الإيمان بموضوعية‬          ‫صيغة عربية هي الشيخ‬          ‫الثقافة العربية‪ ،‬بل الموروث‬
‫الحقيقة وتعاليها‪ ،‬يقول‪« :‬إن‬        ‫فرنسيشك قدارة زيدين‪،‬‬         ‫الإسباني الذي كان متداو ًل‬
   ‫العرب كانوا أكثر شعوب‬        ‫وكان الأمير شكيب أرسلان‬         ‫في اليومي وهو ‪،romance‬‬
   ‫العصر القديمة والوسطى‬       ‫حين يتحدث عنه ينطق الاسم‬          ‫أما اللغة العربية فقد كانت‬
    ‫اهتما ًما بالعلم وأغزرهم‬   ‫في صيغته العربية قديرة»(‪.)8‬‬
     ‫تألي ًفا في شتى صنوف‬        ‫درس اللاهوت وتعمق فيه‪،‬‬             ‫مجردة‪ ،‬وصورية وغير‬
                ‫المعرفة»(‪.)9‬‬      ‫كما اهتم أي ًضا بالدراسات‬       ‫قادرة على انتاج الفنون(‪.)6‬‬
   ‫وما يميز الأثر الذي تركه‬       ‫الإنسانية والقانون‪ ،‬عرف‬       ‫ويورد المرحوم عبد الرحمن‬
      ‫دي كوديرا استمرارية‬                                          ‫بدوي بعض الأفكار التي‬
       ‫المدرسة التي أسسها‪،‬‬            ‫بموقفه الموضوعي في‬          ‫نقلت عن سيمونت‪ ،‬والتي‬
      ‫وحضورها الأكاديمي‬               ‫التعامل مع النصوص‬         ‫تكشف عن نزعته العنصرية‬
     ‫في الدراسات الإنسانية‬      ‫العربية والإسلامية‪ ،‬واعتبر‬        ‫والصليبية في التعاطي مع‬
   ‫عمو ًما‪ ،‬والتاريخية يوجه‬         ‫المنهج المقارن دلي ًل على‬   ‫التراث الإسلامي‪ ،‬ومنها في‬
    ‫أخص‪ ،،‬وفي هذا السياق‬           ‫بلوغ الموضوعية‪ ،‬وتجلى‬       ‫سياق تبريره أمر ثسنيروس‬
  ‫قيل‪« :‬من إنجازات كوديرا‬        ‫ذلك في المقارنة التي اشتغل‬       ‫بحرق المخطوطات العربية‬
‫الكبرى التي تذكر له بالحمد‬         ‫عليها بين التراث العربي‬
   ‫والثناء تتمثل في مدرسته‬           ‫والنصوص الإسبانية‪،‬‬                ‫«كان من الضروري‬
     ‫الفكرية الأندلسية التي‬            ‫واعتبر كوديرا أعدل‬          ‫إبادة بذور العدوى أينما‬
                                 ‫المستعربين أو المستشرقين‬
                                                                                ‫وجدت»(‪.)7‬‬
                                                                   ‫وفي المقابل تحضر بعض‬
                                                                   ‫المدارس الاستشراقية في‬
                                                                ‫إسبانيا التي عملت على بيان‬
                                                                    ‫وإظهار أهمية الحضارة‬
                                                                   ‫الإسلامية في بناء أوروبا‬

                                                                    ‫الحديثة‪ ،‬ومنها مدرسة‬
                                                                 ‫بني كوديرا التي تم إضافة‬
                                                                ‫كلمة بني إشارة إلى الرابطة‬
                                                                 ‫المشتركة بين هذه المدرسة‬
                                                               ‫والحضارة العربية الإسلامية‬

                                                                   ‫فقد كانت أعدل وأنصف‪.‬‬

                                                                  ‫الموقف المعتدل‪:‬‬

                                                                   ‫فرانسيسكو دي كوديرا‬
                                                                    ‫زيدين (‪)1917 -1836‬‬
                                                                  ‫مستشرق إسباني تشرب‬
                                                               ‫حب العرب‪ ،‬ويقال إنه ينحدر‬
                                                                   ‫من أسرة عربية الأصول‬
   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252