Page 48 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 48
عودة مصر ولاية عباية للمرة الثانية ()10
( 322-293هـ 934 – 905 /م )
..................................................
في الوقت الذي عجز الطولونيون في مصر والشام عن قمع خطر القرامطة والحد
من عبثهم ببلاد الشام ،كان الخليفة المكتفي العباسي متيقظاً في هذا الحال ،فبادر
بإرسال جيش كثيف بقيادة محمد بن سليمان إلى الشام للقضاء على القرامطة .وكان
هذا الجيش هو الذي قضى على القرامطة والطولونيين جميعاً في الشام ومصر
وأعادهما إلى حظيرة الخلافة العباسية.
وكانت الفترة العباسية الثانية فترة باهتة وليس لها أى مميزات تذكر سوى الهدم
والتدمير إنتقاماً من إستقلال أحمد بن طولون بمصر وأبناهه من بعده.
والواقع أن الخلافة العباسية ريم ما أصابها من عوامل الضعف في القرن الثالث
إلا أنها استطاعت أن تدخل مرحلة جديدة من الإفاقة بعد القضاء على ثورة الزنج
( 270 – 255هـ883 – 869 /م) .وبدأت هذه الإفاقة في صورة واضحة على عهد
الخليفة المعتضد الذي استعاد نفوذ الخليفة المسلوب وحرص على الظهور في صورة
الحاكم القادر على مباشرة سلطانه والتمتع بحقوقه .ويؤكد الباحثون أنه كان في
استطاعة الخليفة المعتضد أن يسترد الشام ومصر ويقضي على ما تبقى من نفوذ
الطولونيين ،لولا حرصه على علاقة المصاهرة ووفاته لزوجته قطر الندى وعدم
ريبته في التعرض لأخيها أبي العساكر جيش .ويدل على هذا كله أن المعتضد يير
سياسته تجاه الطولونين عقب وفاة زوجته قطر الندى .وقد انتهى الأمر بينه وبين
الطولونيين بقيادة هارون إلى عقد إتفاقية من أهم شروطها دفع مبلذ 450ألف دينار
للخلافة العباسية سنوياً ،فضلاً عن الاعتراف باستيلاء الخلافة العباسية على الجزيرة
والعواصم من ديار ربيعة وديار مضر.
( )10محمد بن يوسف الكندى :ولاة مصر -تحقيق د .حسين نصار – رقنم 66
من سلسنلة النذخائر – الهيهنة العامنة لقصنور الثقافنة – القناهرة عنام 2001م ،
ص ( ، 298 -286بإختصننار ) ،.د .سننعيد عبنند الفتنناح عاشننور :مصننر فنني
العصور الوسطى – دار النهضة العربية – القاهرة عام 1986م ( ، 61- 50 ،
بتصرف ) .
48