Page 114 - merit 49
P. 114
العـدد 49 112
يناير ٢٠٢3
يشعر بهم أحد أو يستمد شخص ما من وجودهم
شيئًا يفيده أو يلهمه ،شيئًا ملقى وسط مهملات
ملفوظة على «قارعة الطريق» مكتوب عليها ذاك
النداء المكتوم «خذني لو أردت».
ولا يلبث الناقد أن يلتفت إلى جانب هام لم يتنبه
إليه كثير من القراء والمعلقين حينما يذكر المادة
الأنثروبولوجية التي نعتقد أنها أهم ما في الرواية.
والروايات الهامة هي دو ًما وثائق
أنثروبولوجية ثرية مثلما كان يردد
جورجي لوكاتش ولوسيان غولدمان،
إنها وثائق تكشف ما خفي من آليات
الجماعة التي أنتجت الرواية أو
التي أُنتجت الرواية في كنفها.
الرواية بهذا المفهوم مسبار
تاريخي اجتماعي ثقافي هام
يسمح لنا في خضم التيار القوي
«للمعلومات» باستخلاص «الفهم»
الثابت لحقيقة الجماعة والأفراد
الذين يكونونها.
يواصل الناقد حديثه عن هذا البعد
الهام قائ ًل« :بروكلين هايتس رواية
من اثني عشر فص ًل تماثل الأبراج
التي يتسلى البعض بالعودة إليها لفهم
شخصيته أو شخصيات المحيطين به
من الغرباء ،كل شخصية تظن أنها
مميزة في حين أن لها مماث ًل لكنها
لا تدرك صورتها في مرآته إلا بعد
الخروج من وهم الطفولة ..تجد
«هند» نفسها في «الضيفة» جدتها
المصرية العاملة في الزراعة وكل
ما يتصل بها من صناعات يدوية،
جدتها «الضيفة» ارتبط بها جدها
«العربي» الذي أتى على جواده
وأنجبت له هذه المرأة دون غيرها،
ومن فارس صحراوي يتخيل
عالمًا بعي ًدا عليه أن يصل إليه
وامرأة غريبة يعتصرها
الفقد وتسري في
أناملها مهارة