Page 110 - merit 49
P. 110

‫العـدد ‪49‬‬      ‫‪108‬‬

                                                   ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬  ‫فيصل الأحمر‬

                                                                       ‫(الجزائر)‬

    ‫بروكلين هايتس‪..‬‬
‫السرد ومحاكمة العالم‬

          ‫على عتبات المحكمة‬                             ‫فذلكة (حول الجوهر الفلسفي‬                   ‫تحولت‬
                                                                 ‫للمحاكمة)‬
‫ماذا تقول ميرال الطحاوي في روايتها ذائعة الصيت‬
                                          ‫هذه؟‬     ‫الرواية اليوم إلى مسبار يمكننا من خلاله‬
                                                               ‫الاطلاع على أعماقنا القارئة‪.‬‬
    ‫إنها تروي قصة هجرة اضطرارية صوب أرض‬
  ‫الأحلام‪ :‬أميركا‪ .‬هي قصة أم وحيدة تهاجر رفقة‬           ‫لم يعد فعل القراءة هو فعل التعرف‬
‫ابنها ذي السبع سنوات‪ ،‬تاركة خلفها وطنها الأصلي‬        ‫على عالم الرواية من خلال فك شفرات‬
‫طالبة اللجوء في بعض أحياء بروكلين‪ ..‬وهي تهاجر‬      ‫النص‪ ..‬بل هو يتجاوز كل ذلك إلى مرحلة‬
  ‫هر ًبا من تاريخ يقهرها قتغرق إلى حد بعيد في هذا‬   ‫إدخال القراء جمي ًعا إلى المصحة؛ مصحة‬
   ‫التاريخ من خلال مسلسل طويل ‪-‬يغلب عليه أن‬          ‫التفاعل مع النصوص (تراها مصحة بحجم العالم‬
                                                   ‫لمرضى بتعداد سكان الأرض؟ لا أقول لا ولا نعم‪.)..‬‬
    ‫يتحول إلى شيء من الملل‪ -‬من الاستبطانات في‬          ‫في معاينة سريعة للتعليقات الكثيرة التي أنشئت‬
   ‫الذاكرة التي يبدو أنها لا تعي جوهر الهجرة‪ ،‬بل‬       ‫حول رواية “بروكلين هايتس” لميرال الطحاوي‬
                                                       ‫يمكننا الوقوف عند الملاحظات والقراءات التالية‬
                    ‫إنها إنما تهاجر داخل نفسها‪.‬‬    ‫التي لا ت َّدعي شيئًا سوى أخذ مكان مريح إلى حد ما‬
      ‫ماذا تفعل الذاكرة بهند بطلة رواية “بروكلين‬
                                                                   ‫داخل المصحة المذكورة منذ أسطر‪.‬‬
                                      ‫هايتس”؟‬
   ‫تكاد هند تتفاجأ من شدة إصرار صور ماضيها‬
    ‫عليها‪ .‬هذا التاريخ الشخصي الذي انتظر ساعة‬
    ‫الانفلات من المكان القاهر لكي يعرب عن نفسه‬
   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115