Page 106 - merit 49
P. 106
العـدد 49 104
يناير ٢٠٢3
لن ينزله إن لم يدفع كل أجرة الرحلة ،فمن حقه
أن يضبط مرآته كي لا يعرض نفسه والآخرين
إلى الخطر .قال له إنه مستعد أن يعيد هذه الأقوال
أمام أي شرطي ،الشرطة لن تصد ِقك على أي حال،
فأن ِت التي بدأ ِت التحرش بي« .أنت كذاب وأنت
تعرف ذلك» قال جبران« .لكن قول الرجل هو
المقبول وليس قول النساء .الرجال قوامون على
النساء» .سكت جبران وبلع ريقه مرة أخرى ،نزل
من السيارة مطأطئ الرأس ،دفع أجرته وتوجه إلى
بوابة الحمام .لم يعد إليه مزاجه السابق وبدأ يندم
على هذه الفكرة التي لم يرها الآن جهنمية كما في
السابق ،بل مجرد محاولة رخيصة لإلقاء النظر
على الأجساد .حاول جبران أن يبعد هذه الأفكار
عن ذهنه ،اتجه إلى باب الحمام وقرأ« :اليوم الحمام
محجوز من آل بيت الربيعي بسبب أفراح ابنتهم».
«لا بأس» ،فكر في نفسه« :المدينة فيها حمامات
كثيرة ،حت ًما سأجد واح ًدا منها مفتو ًحا» .تذكر أن
حما ًما آخر يتواجد بالقرب .قرر أن يترجل المسافة
القصيرة ،لم يشعر جبران بارتياح وهو يمشى،
كان الرجال يرمقونه بنظراتهم وكأنه يمشى عار ًيا،
لم يفهم الأمر .الملابس التي اختارها كانت نفس ما
تختاره زوجته ،كانت الجزمة دون كعب ،الفستان
واسع وطويل ،يغطى الجسم كله« .لماذا ينظرون
إلي هكذا؟» سأل نفسه .بدأ يهرول في مشيته ليصل
إلى وجهته بسرعة ويختفي عن أنظار الرجال.
وصل أخي ًرا وكان الحمام مفتو ًحا للنساء .فكر
جبران بسعادة بكل الأجساد التي سيراها أمام
عينيه ودون أي عقاب من أحد على هذا التلصص
الحقير ،دفع قيمة الدخول وأخذ المنشفة الكبيرة
متج ًها الى غرفة تغيير الملابس ،ولج من الباب
ودخل .كانت الغرفة فارغة تقريبًا ولم يكن هنالك
إلا عجوز تجمع أغراضها وقد لفت المنشفة حول
جسمها .أسف لعدم وجود أح ٍد غير العجوز
بتجاعيدها وجسمها العتيق الذي لم يرغب في أن
يراه عار ًيا .بدأ يخلع ملابسه بحماس ،وبانتظار
المشاهد الجميلة -هكذا كان يخمن -التي سيراها
قريبًا خلف الباب المغلق لغرفة البخار .خلع
الفستان بسرعة وأراد أن يخلع السروال ،وبعد أن
فعل ذلك ،توقف وبدأ يصرخ ويولول من الفزع،