Page 101 - merit 49
P. 101
99 إبداع ومبدعون
قصــة
والعصافير؟! -إلى متى؟
الفزاعة :أجل ،العصافير والطيور ،أحرسها من يرتجف ،يتناول القارورة التي بجانبه ويمسح
الاحتياج ،من الوحشة والحب ،من الخيانة والوفاء.
وجهه بالماء دون مغادرة مكانه.
(تصوب نظرها في عينيه) ومن النسيان. يتكرر الصوت:
ورد :توفيت. -إلى متى؟
الفزاعة :لكنها لم تمت. يرى (شخصية ضبابية لها هيئة الأنثى تقف أمامه،
ورد( :يبكي بحرقة ويضع وجهه بين كفيه) وهي شعرها يميل للون الأحمر ،مجعد طويل ،وترتدي
تتوسد صدري ،وأنفاسها تحرق وجهي ،غادرت،
ثو ًبا من قطعة واحدة يصل لأسفل قدميها ،وعينيها
إلى الأبد. السوداوين تومضان بشدة)
إلى الأبد.. يسأل مشدوها:
الفزاعة :أيقتلك الندم؟! -من؟
ورد :الندم! لماذا؟! تجيب:
(ينفعل ،يصرخ) ،لأنها توفيت ،نعم ..نعم. -أنا.
الفزاعة :لا. تعيد السؤال عليه:
ورد( :بانفعال شديد وواضح) على ماذا؟! -إلى متى؟
الفزاعة( :بكل هدوء) على قتلها.. يسألها بغضب:
يحاول أن ينهض ،أن ينقض عليها ،أن يرميها بأي -من أن ِت؟
شيء أمامه ،لكنه لا يستطيع ،لا يقوى على النهوض هي :فزاعة الذاكرة.
أو الحركة ،فقط علبة السم ،يتحسسها ،يستخرجها ورد :فزاعة م..ا..ذ..ا؟!
من جيب معطفه ،يتأملها طوي ًل بعينين مطفأتين،
يائستين. (ينظر بتردد إلى اللوحة حيث هي معلقة ،يجدها
وفي أثناء ذلك تعود الفزاعة للوحة ،وصدى كلمة فارغة)
(قتلتها) يتردد في أذنيه والمكان. لا أفهم؟
هي :فزاعة الذاكرة ،أحرس حقل ذاكرتك من
اللصوص.
ورد( :بابتسامة ساخرة)