Page 115 - merit 49
P. 115

‫نون النسوة ‪1 1 3‬‬

                                                               ‫النسيج‪ ،‬تأتي سلالة تنتسب‬

                                                               ‫إليها البطلة «هند» الساعية‬

                                                               ‫إلى عالم غريب والمتألمة‬

                                                               ‫من فقد روحي له مبررات‬

                                                               ‫كثيرة في الواقع‪ ،‬شخصية‬

                                                               ‫«هند» الباحثة عن غربة‬

                                                               ‫لا بد أن تأتي لأنها نبوءة‬

                                                               ‫روحية وتاريخية تكتشف‬

                                                               ‫أنها تشبه «الضيفة» مع‬

                                                               ‫أن رؤيتها الأولى حددت‬

                                                               ‫لها غاية التفرد فكان‬

                                                               ‫عملها الذي لم تكتبه هو‬

                                                               ‫ديوان «لا أشبه أح ًدا»‬
                                                               ‫لكنها ستكتشف أنها تشبه‬

                                                               ‫كثيرات‪.‬‬

‫نيكولا بوفير‬  ‫لوسيان جولدمان‬                        ‫د‪.‬سيد قطب‬      ‫وكما تلتقي شخصية‬
                                                               ‫«هند» مع الجدة «الضيفة»‬

   ‫«ليليت» بفراق ابنها‪ ،‬وكما تلتقي «هند» بـ»ليليت»‬             ‫تلتقي مع شخصية‬
  ‫تلتقي الأحلام الضائعة م ًعا وتضيع أدوار البطولة‬
 ‫ولا يصبح لها سوى دور ثانوي في فيلم صغير لأم‬        ‫«ليليت» أي ًضا‪ ،‬تعيش «ليليت» ‪-‬النازحة من أصول‬
                                                    ‫أرستقراطية‪ -‬حياتها مغتربة باحثة عن حقيقتها‬
    ‫عربية تجري صارخة خلف ابنة ضائعة في عالم‬
 ‫غريب تريد أن تنسى كل ما يتعلق بموروثها‪ ،‬الفيلم‬     ‫الهلامية التي تصرخ في أعماقها وتدفعها عبر‬
 ‫يعده «زياد» الشاب الفلسطيني ويتناص مع تجربة‬
                                                    ‫الأماكن‪ ،‬وتموت «ليليت» بعد أن جفت وتحولت إلى‬
        ‫«هند» مع «ابنها» الذي يريد أن يغيِّر اسمه‪.‬‬
‫الرواية حافلة بالعناصر الأنثروبولوجية والاجتماعية‬   ‫صورة استلب النسيان حقيقتها ووهمها م ًعا‪ ،‬تجلس‬
                                                     ‫في النهاية كطفلة في حلم لم تولد بعد وتتلقى حديثًا‬
   ‫بخاصة ألعاب الطفولة التي وظفتها ميرال ببراعة‬     ‫طوي ًل من مهاجر عربي فلسطيني «شخصية نجيب‬
  ‫لا تسجل بها التاريخ الاجتماعي‬
  ‫لبنات السبعينيات فحسب‪ ،‬وإنما‬                      ‫الخليلي» تمنى «نجيب» أن يكون فقي ًها في علوم‬
‫تخترق رموز هذه الألعاب لتكشف‬                                   ‫العربية وأخذته «بروكلين»‬
  ‫طرائق العقل الجمعي في التعامل‬
 ‫مع الذات الفردية ووضع القوالب‬                                 ‫ليصبح صاحب محل فطائر‬
  ‫الحاكمة لها‪ ،‬كما تتخذ من تطور‬
                                                               ‫«حلو العريس» مثلما تتمنى‬
      ‫الألعاب في حياة البطلات ما‬
    ‫يمكن أن نطلق عليه «الباترون‬                                ‫هند أن تكون شاعرة وتعيش‬
‫الدرامي» للوعي‪ ،‬إن السرد يحدث‬
 ‫بضمير الغائب‪ ،‬لكن بوعي البطلة‬                                 ‫مدرسة عربي للغرباء تحمل‬
   ‫«هند» ولم لا‪ ،‬أليست هي غائبة‬
  ‫في عالم آخر؟! أليست هي غائبة‬                                 ‫حقيبة مملوءة بالطباشير‪،‬‬
     ‫في الواقع؟! إن الغياب هو ألا‬
                                                               ‫يحب «نجيب» «ليليت» كما‬

                                                               ‫تريد بعي ًدا عن صروف‬
                                                               ‫الزمان‪ ،‬مثلما يحدث بين «هند»‬

                                                               ‫وصديقها المنتمي إلى برج‬

                                                               ‫«الجدي» الذي كان يحكي لها‪،‬‬

                                                               ‫ثم يموت بعد أن تتركه ليتعذب‬

                                                               ‫بها وتتعذب به كما تعذبت‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120