Page 132 - merit 49
P. 132

‫العـدد ‪49‬‬                        ‫‪130‬‬

                                    ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬

                                         ‫محمود عماد‬

‫نظرية تأويل النصوص‪..‬‬
        ‫من التفسير إلى‬
                ‫التأويلية‬

 ‫الآلة؛ واستدلوا على قولهم بالآية‬               ‫اختلاف اللغة ذاتها‪.‬‬   ‫ما كان يشغلني سؤال‪:‬‬            ‫كثيرًا‬
 ‫الكريمة التي افتتحت سورة هود‬               ‫وبعد أن قرأت في التراث‬     ‫هل هناك معنى واضح‬
‫“الر كتا ٌب أحكمت آياته ثم فصلت‬         ‫التفسيري وعرفت القليل من‬
                                           ‫اختلاف التفسيرات للفرق‬         ‫يستطيع كل البشر‬
           ‫من لدن حكي ٍم خبي ٍر”‪.‬‬   ‫الإسلامية‪ ،‬أصبح التساؤل يحتاج‬       ‫أن يفهموه من القرآن‬
‫وقال البعض ‪-‬علي غرابة وشذوذ‬             ‫لبحث حقيقي لمعرفة الإجابة‪،‬‬   ‫الكريم؟ باعتبار أني أنظر‬
                                      ‫وهذا ما أحاول معرفته معك في‬       ‫للقرآن على أنه رسالة‬
   ‫الرأى‪ -‬بل القرآن كله متشابه‪،‬‬                                         ‫أخيرة من الله لكل الناس وإلى‬
‫أي غامض المعني ولا يمكن تحديد‬                         ‫هذه السطور‪.‬‬
                                         ‫اختلف المفسرون للقرآن في‬         ‫قيام الساعة‪ ،‬فكنت أعتبر أن‬
   ‫معني واحد واضح‪ ،‬وهو يقبل‬           ‫الإجابة على هذا السؤال‪ ،‬فمنهم‬    ‫الإجابة بنعم هي الإجابة الأولي‬
 ‫التأويل لكل معني‪ ،‬واستدلوا على‬         ‫من قال إن القرآن كله محكم‪،‬‬   ‫والأخيرة‪ ،‬ولكن ما يحيرني ويثير‬
 ‫قولهم بقول الله تعالى‪« :‬الله نزل‬     ‫أي أنه واضح المعني يمكن لأي‬      ‫شرارات الأفكار داخل عقلي هو‬
                                        ‫إنسان مهما كانت خلفياته أن‬   ‫هذا الكم الهائل من الاختلاف بين‬
    ‫أحسن الحديث كتا ًبا متشاب ًها‬      ‫يصل إلى معناه بمجرد معرفة‬     ‫البشر وبعضهم البعض‪ ،‬اختلاف‬
   ‫مثاني تقشعر منه جلود الذين‬             ‫بعض العلوم المسماة بعلوم‬     ‫الشكل والبنية الجسدية واللون‬
  ‫يخشون ربهم ثم تلين جلودهم‬
   ‫وقلوبهم إل ٰى ذكر الله ٰذلك هدى‬                                        ‫ومستوى الذكاء‪ ،‬فض ًل عن‬
‫الله يهدي به من يشاء ومن يضلل‬
   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137