Page 217 - merit 49
P. 217

‫الملف الثقـافي ‪2 1 5‬‬

        ‫نابليون بونابرت‬                  ‫كلوت بك‬                   ‫عقوبة من يخالف ذلك‬
                                                                ‫القانون هو الجلد خمسين‬
‫مستشفي‪ ،‬ثم ألحق به مبنيان‬           ‫المدرسة (‪ )800‬طالب‪.‬‬       ‫جلدة لمن يقوم بهذه المخالفة‬
    ‫آخران من ناحية الغرب‪،‬‬            ‫كانت هناك العديد من‬
                                  ‫المُطالبات منذ عام ‪1829‬م‬        ‫لأول مرة‪ ،‬ثم بالأشغال‬
‫أحدهما «بيت صحة النساء»‪،‬‬           ‫بتمصير المدرسة‪ ،‬بحيث‬           ‫الشاقة لمدة عام أو أكثر‬
‫والآخر «بيت صحة الرجال»‪.‬‬        ‫يتواجد مدرسون مصريون‬           ‫لمن يتكرر منه تلك المخالفة‪.‬‬
                                 ‫بد ًل من الأوروبيين‪ .‬وذلك‬    ‫أصدر محمد علي أول لائحة‬
    ‫ومنذ ذلك التاريخ تم نقل‬        ‫بارسال بعض المتفوقين‬      ‫لقيد المواليد والوفيات في عام‬
      ‫كل من (مدرسة الطب‪،‬‬          ‫من الدارسين إلى فرنسا‪.‬‬     ‫‪1838‬م‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع‬
                                ‫وعاد أول خمسة من هؤلاء‬        ‫نسبة الوفيات عن المواليد في‬
   ‫مدرسة الصيدلية‪ ،‬مدرسة‬         ‫المتفوقين إلى مصر في عام‬
 ‫القابلات) إلى القصر العيني‪.‬‬        ‫‪1836‬م‪ .‬ثم عاد خمسة‬                            ‫مصر‪.‬‬
 ‫في عام ‪1842‬م رأى شورى‬              ‫آخرون بعدهم بعامين‪.‬‬
 ‫الأطباء أن يتم تمييز الأطباء‬        ‫واستمر محمد علي في‬          ‫قصر العيني‬
  ‫المتخرجين من المدرسة عن‬          ‫تشجيع أوائل الخريجين‬
                                ‫لتمصير الدراسة بالمدرسة‪.‬‬      ‫يعود تاريخ القصر العيني(‪)1‬‬
   ‫الذين يدعون العلم بالطب‪،‬‬     ‫في عام ‪1837‬م َشه َد القصر‬          ‫إلى ‪1465‬م‪ ،‬عندما أقام‬
  ‫إذ تقرر منح خريجي الطب‬             ‫العيني التحول الأخير‪،‬‬
‫من المدرسة لقب «دكتور» أو‬          ‫والذي يعتبره المؤرخون‬       ‫«أحمد بن العيني» المملوكي‬
‫“دبلوما” في الطب‪ ،‬أسوة بما‬      ‫البداية التاريخية والحقيقية‬   ‫مق ًرا لراحة وتريض الأمراء‬
‫هو ُمتبع في القارة الأوروبية‪.‬‬   ‫للمسيرة الطبية في مصر في‬      ‫والسلاطين المماليك‪ ،‬وعندما‬
                               ‫تاريخنا الحديث؛ وذلك عندما‬    ‫جاءت الحملة الفرنسية قامت‬
      ‫تولى رئاسة المستشفي‬          ‫تم تحويل هذا المبني إلى‬   ‫بتحويل القصر إلى مستشفي‬
‫«كلوت بك» (‪،)1840 -1837‬‬
                                                                  ‫عسكري‪ ،‬لكن مع عودة‬
   ‫ثم “بيرون بك” (‪-1840‬‬                                         ‫العثمانيين لمصر في أعقاب‬
   ‫‪1846‬م) والذي أُن ِعم عليه‬                                     ‫خروج الحملة الفرنسية‪،‬‬
    ‫برتبة “القائمقام” في عام‬                                   ‫أصبح القصر ثكنة للجنود‪،‬‬
  ‫‪1845‬م‪ .‬ثم جاء “دوفينو”‬                                     ‫ولما جاء محمد علي قام بهدم‬
                                                             ‫القصر القديم واستحدث آخر‬
                                                                ‫في العام ‪1812‬م وجعله في‬
                                                             ‫بادئ الأمر معسك ًرا للشرطة‪.‬‬

                                                                    ‫سرعان ما تحول هذا‬
                                                              ‫القصر إلى مدرسة أُل ِحق بها‬
                                                             ‫(‪ )500‬طالب من أبناء الذين‬

                                                                 ‫يعملون في خدمة «محمد‬
                                                             ‫على» من الشراكسة والأكراد‬

                                                                 ‫والأرناؤوط واليونان‪ .‬ثم‬
                                                                   ‫أُلحق بهذا المبني مكتبة‬

                                                              ‫احتوت على (‪ 15‬ألف) مجلد‪،‬‬
                                                              ‫وبعدها ُسمح لأبناء الشعب‬

                                                                  ‫المصري بالالتحاق بهذه‬
   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222