Page 220 - merit 49

‫العـدد ‪49‬‬ ‫‪218‬‬

‫يناير ‪٢٠٢3‬‬

‫الإمبراطورية النابليونية‬ ‫مدرسة حربية في أسوان‬ ‫أو معاقبتهم أمر بأن يرافقهم‬
‫وهب نفسه لخدمة مصر‬ ‫لتخريج ضباط الجيش‪ ،‬وكان‬ ‫في معسكراتهم الجديدة‬
‫وتقدمها‪ ،‬وهو الكولونيل‬
‫من الضروري ‪-‬لإدخال‬ ‫بعض أبنائه كطوسون باشا‬
‫سيف «سليمان باشا‬ ‫النظام الجديد‪ -‬أن يختار‬ ‫وإسماعيل باشا‪ ،‬وأمر بإقامة‬
‫الفرنساوي»‪ ،‬فإليه يرجع‬ ‫ضبا ًطا ومعلمين على دراية‬
‫الفضل الأكبر في معاونة‬ ‫تامة بأساليب ذلك النظام‪،‬‬ ‫ثكنات في البلاد التي أعدها‬
‫ومن الأفضل أن يكونوا‬ ‫لإقامتهم‪.‬‬
‫محمد علي ومؤازرته في‬ ‫من الأوروبيين‪ ،‬لأن هذه‬
‫تأسيس الجيش المصري‬ ‫الأساليب كانت مجهولة في‬ ‫مرحلة إِعداد ضباط‬
‫على النظام الجديد‪ ،‬بحيث‬ ‫الشرق إلى ذلك الحين‪ ،‬وقد‬ ‫الجيش‬
‫صار يضارع أرقى الجيوش‬ ‫وجد محمد علي عو ًنا كبي ًرا‬
‫من ضابط كبير من ضباط‬ ‫في عام ‪ 1820‬عاد محمد علي‬
‫الأوروبية‪.‬‬ ‫إلى تحقيق حلمه‪ ،‬فقام بفتح‬
‫وكبداية لهذه المدرسة قدم‬
‫محمد علي باشا في ساحة قصره يستقبل بعض رجال الدولة‬
‫محمد علي إلى الكولونيل‬
‫سيف ‪ 500‬من مماليكه‬
‫و‪ 500‬مملوك آخرين قدمهم‬
‫أعيان مصر‪ ،‬ليتلقوا فنون‬
‫الحرب الحديثة بعي ًدا عن‬
‫جميع المؤثرات‪ .‬وقد كانت‬
‫مهمة الكولونيل شا َّقة للغاية‬
‫لأن تلاميذه لم يألفوا إلا‬
‫الجلبة وركوب الخيل‪ ،‬وقد‬
‫تآمروا مرا ًرا على قتله‪ ،‬ولكنه‬
‫تمكن في النهاية من تعليمهم‬
‫وجعلهم ضبا ًطا في مدة ثلاث‬

‫سنوات‪.‬‬

‫مرحلة إِعداد جنود‬
‫الجيش‬

‫بعد أن توفر العدد الكافي‬ ‫معركة نوارين سنة ‪1927‬‬
‫من الضباط أخذ محمد‬

‫علي يفكر في حشد الجنود‬
‫وتنظيم صفوفهم‪ ،‬وهنا‬
‫واجهته صعوبة جديدة‪،‬‬

‫وهي طريقة اختيار الجنود‬
‫ومن أي الطبقات يحشدهم‪،‬‬
‫حيث ابتعد عن تجنيد الأتراك‬
‫والأرناؤود‪ ،‬لما فطروا عليه‬

‫من حب الشغب والنفور‬