Page 223 - merit 49
P. 223

‫الملف الثقـافي ‪2 2 1‬‬

    ‫في حرب المورة‪ ،‬فأجبرت‬               ‫حيث أقام له مصانع‬                      ‫ملك فرنسا‪.‬‬
      ‫محمد علي على سحبه‪،‬‬            ‫الأسلحة ومعامل البارود‬       ‫وكان محمد علي يؤمن بأن‬
     ‫ثم تآمرت ضد أسطوله‬           ‫في جزيرة الروضة والقلعة‬         ‫الخبرة المستوردة والعتاد‬
                                    ‫وغيرها‪ .‬كما أنشأ ديوان‬     ‫المستورد لا فائدة منه في كل‬
‫فاشتركت مع فرنسا ودمرته‬         ‫الجهادية ليدير شؤون الجند‬        ‫الأحوال‪ ،‬لذلك لا بد من أن‬
   ‫في «نوارين» سنة ‪،1827‬‬          ‫وشؤون تعليمهم‪ ،‬ولضبط‬           ‫يعتمد على نفسه‪ ،‬وبد ًل من‬
    ‫وعلى الرغم من ذلك فقد‬        ‫حركاتهم وبناء الثكنات لهم‬       ‫أن يكون تحت رحمة الدول‬
                                     ‫والمستشفيات لعلاجهم‪،‬‬      ‫الأوروبية يمكنه أن يوفر ذلك‬
‫اكتسب الجيش خبرة ميدانية‬                                       ‫في مصر بأيد مصرية‪ ،‬فأقام‬
 ‫في فنون القتال الحديثة‪ ،‬كما‬         ‫وليعد لهم المهمات التي‬       ‫محمد علي المصانع لإمداد‬
  ‫جعل لمصر شخصية دولية‬              ‫يحتاجون إليها‪ ،‬والأغذية‬
                                   ‫التي يتناولونها‪ ،‬وليشرف‬          ‫الجيش بالسلاح وآلات‬
  ‫متميزة‪ .‬وعندما قام محمد‬       ‫على تصنيع الأسلحة اللازمة‬       ‫القتال والملابس والطرابيش‪،‬‬
 ‫علي بالحرب على بلاد الشام‬         ‫لهم‪ ،‬ولأهمية هذا الديوان‬
‫في عام ‪ 1831‬وتوغل إبراهيم‬         ‫فقد كان يتلقى الأوامر من‬
 ‫باشا داخل البلاد السورية‪،‬‬      ‫محمد علي رأ ًسا ليتم تنفيذها‬
 ‫وتطورت هذه الحرب تطو ًرا‬
                                                     ‫فو ًرا‪.‬‬
    ‫عظي ًما وكان النصر فيها‬
     ‫معقو ًدا بلواء المصريين‪،‬‬    ‫الجيش المصري في‬
   ‫ومنيت الجيوش العثمانية‬           ‫ميادين القتال‬
  ‫فيها بالهزيمة تلو الأخرى‪،‬‬
‫حتى أصبح الجيش المصري‬             ‫عندما انتهى محمد علي من‬
      ‫على أبواب «الآستانة»‪،‬‬     ‫إعداد الجيش وتنظيمه اعتزم‬
    ‫عاصمة الدولة العثمانية‪.‬‬
                                    ‫تجربة جنوده النظاميين‬
‫بناء الأسطول المصري‬                ‫في ميادين القتال‪ ،‬فأرسل‬
                                  ‫الأورطة الأولى إلى الحجاز‬
   ‫لقد رأى محمد علي أنه لن‬
     ‫يكون هناك بلد مستقل‬              ‫حيث كانت الثورات لا‬
       ‫بدون أسطول حربي‪،‬‬           ‫تخمد جذوتها‪ ،‬والثانية إلى‬
      ‫كما وضع في ذهنه أن‬          ‫السودان‪ ،‬والأربع الأخرى‬

   ‫الأسطول البحري يتيح له‬           ‫إلى بلاد «المورة» لمحاربة‬
  ‫فرصة أن يكون شري ًكا له‬         ‫اليونانيين تحت قيادة ابنه‬

    ‫وزنه ويتمتع بالمصداقية‬                    ‫إبراهيم باشا‪.‬‬
   ‫على الصعيد الدولي‪ ،‬وذلك‬       ‫وقد أصبح الجيش المصري‬
 ‫بالحد من تبعيته في مواجهة‬
 ‫الإمبراطورية العثمانية‪ .‬فبدأ‬       ‫سببًا في علو شأن محمد‬
  ‫الباشا يفكر جد ًّيا في إنشاء‬   ‫علي عندما أثبت كفاءة كبيرة‬
                                 ‫في حرب المورة سنة ‪،1827‬‬
     ‫الأسطول منذ طلب منه‬
‫السلطان العثماني التوجه إلى‬       ‫مما أثار حنق وحقد الدول‬
‫شبه الجزيرة العربية للقضاء‬          ‫الأوروبية على هذه القوة‬

   ‫على الحركة الوهابية‪ ،‬فقد‬     ‫النامية وخاصة إنجلترا‪ ،‬لذلك‬
                                 ‫تآمرت ضد الجيش المصري‬
   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228