Page 226 - merit 49
P. 226

‫العـدد ‪49‬‬                                    ‫‪224‬‬

                                                           ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬                                 ‫محمد محروس‬
                                                                                                      ‫غزيل*‬
    ‫لكل ذلك‪ ،‬لاسيما أنه لم‬            ‫هذا المقال‬           ‫يتعرض‬
  ‫يكن يأمن لدغات السلطان‬             ‫للصناعات‬
‫العثمانى‪ ،‬الذى ربما لم يرق‬     ‫العسكرية في عهد‬                ‫الصناعات العسكرية في عهد محمد‬
                                 ‫محمد علي باشا‬                    ‫علي باشا وأثرها على المجتمع المصري‬
   ‫له تعيينه‪ ،‬غير أن الباشا‬   ‫(‪1848 -1805‬م)‪،‬‬
   ‫كان مدر ًكا لحقيقة مهمة‪،‬‬    ‫وأثرها فى المجتمع‬
‫وهى أن وضعه كوا ٍل لمصر‬          ‫المصري‪ ،‬وذلك‬
  ‫يعتمد بالدرجة الأولى على‬     ‫من خلال عدد من‬
 ‫شرعية حكمه المستمدة من‬       ‫المحاور الموجزة‪ ،‬والتي تتمثل‬
‫ظهير شعبى قوي‪ ،‬يتمثل في‬         ‫فى رصد أهم الظروف التي‬
 ‫عامة البلاد ونخبتها المثقفة‬  ‫أحاطت بقيام الدولة المصرية‬
 ‫أكثر مما يعتمد على اعتراف‬        ‫في عهد محمد على باشا‪،‬‬
 ‫السلطان العثماني‪ ،‬وبالفعل‬       ‫بتأسيس قطاع الصناعات‬
  ‫استطاع الباشا بفضل هذا‬       ‫العسكرية‪ ،‬وأهدافه المرجوة‬
 ‫الظهير الشعبى أن يتخطى‬           ‫من تأسيس ذلك القطاع‪،‬‬
 ‫كل تلك المعوقات؛ فأجهض‬       ‫وما أهم تلك الصناعات؟ وما‬
                                 ‫الجهود التي بذلتها الدولة‬
      ‫المشروع الاستعماري‬      ‫في هذا الشأن؟ وما أثر تنمية‬
 ‫الإنجليزى عام ‪1807‬م‪ ،‬ثم‬        ‫قطاع الصناعات العسكرية‬
                              ‫على المجتمع المصري؟ وأخي ًرا‬
   ‫تلاه القضاء على المماليك‬    ‫محاولة رصد موقف الدول‬
  ‫في أحداث ‪1811‬م‪ ،‬وبالتالى‬        ‫الأجنبية من هذه التنمية‬
                              ‫الصناعية‪ ،‬والمصير الذى آلت‬
    ‫أضحت الظروف مواتية‬           ‫إليه هذه التجربة في نهاية‬
‫تما ًما أمام الباشا لكي يرسم‬
 ‫سياسته الجديدة في البلاد‪.‬‬                       ‫المطاف‪.‬‬
                               ‫اعتلى محمد علي باشا عرش‬
      ‫وكانت سياسة الدولة‬
     ‫المصرية في عهد الباشا‬       ‫البلاد عام ‪1805‬م‪ ،‬وسط‬
     ‫تستهدف بناء اقتصاد‬            ‫ظروف عصيبة وأخطار‬
 ‫مصري متوازن القطاعات‪،‬‬             ‫تحيط به من كل جانب؛‬
     ‫يمثل جز ًءا مستق ًّل من‬      ‫فالصراع على السلطة في‬

                                ‫الداخل كان على أشده بين‬
                                    ‫أجهزة الدولة القديمة‪،‬‬

                                 ‫والأطماع في السيطرة على‬
                                   ‫موارد البلاد كانت هد ًفا‬
                                    ‫لأكثر من قوة أوربية‪،‬‬
                                  ‫اتخذت من المنطقة مجا ًل‬

                               ‫حيو ًّيا للتنافس الاستعمارى‬
                                  ‫فيما بينها‪ ،‬إذن كان على‬
                                  ‫الوالى الجديد أن يتصدى‬
   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231