Page 222 - merit 49
P. 222

‫العـدد ‪49‬‬               ‫‪220‬‬

                                               ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬         ‫أي ًضا أنه كان متأث ًرا بنفس‬
                                                                   ‫الدرجة بالعثمانيين الذين‬
‫مقابلة مع محمد علي في قصره بالإسكندرية‪)1839( ‬‬                   ‫كانوا هم أنفسهم يستعيرون‬
                                                                    ‫من الفرنسيين ويعدلون‬
      ‫إلى فرنسا‪ .‬كما أخذت‬          ‫أصول تدريبه وتسليحه‬             ‫النماذج الفرنسية لتتمشى‬
‫البعثات الفرنسية تتوالى على‬     ‫على أحدث النظم الفرنسية‪،‬‬            ‫مع احتياجاتهم الخاصة‪.‬‬
                                                                  ‫وهناك دلائل على أن محمد‬
   ‫مصر البعثة تلو الأخرى‪،‬‬         ‫حيث كان الإشراف عليه‬          ‫علي كان مطل ًعا على محاولات‬
‫ففي سنة ‪ 1824‬قدمت بعثة‬           ‫وتدريبه مسن ًدا إلى رجال‬       ‫الإصلاح العثمانية المعاصرة‪،‬‬
                                 ‫وفنيين وخبراء فرنسيين‪،‬‬
  ‫من ست ضباط‪ ،‬وفي سنة‬           ‫ولذلك نراهم أي ًضا يطبقون‬                ‫خصو ًصا في المجال‬
 ‫‪ 1825‬قدمت بعثة من سبع‬          ‫القوانين واللوائح الفرنسية‬      ‫العسكري‪ ،‬وأنه تأثر بها حين‬
‫ضباط‪ ،‬وفي سنة ‪ 1829‬جاء‬          ‫تطبي ًقا دقي ًقا محك ًما‪ ،‬ونجد‬
‫ست ضباط آخرون‪ ،‬ووضع‬           ‫محمد علي يسند إلى من يقوم‬          ‫حاول أن يقيم لنفسه جي ًشا‬
                              ‫بترجمة القانون الفرنسي إلى‬                             ‫حديثًا‪.‬‬
     ‫محمد علي أمامهم كافة‬     ‫اللغة التركية للعمل بمقتضاه‪،‬‬
‫التسهيلات ومنحهم المرتبات‬       ‫وحتى البعثات كانت ترسل‬          ‫ففي عام ‪ ،1822‬كلف الباشا‬
                                                                     ‫سليمان أغا «الكولونيل‬
  ‫العالية‪ .‬ومع البعثة الأولى‬                                         ‫سيف» و»عثمان أفندي‬
‫جاءت ‪ 500‬بنقدية هدية من‬
                                                                    ‫نور الدين»‪ ،‬الذي كان قد‬
                                                                    ‫أرسل إلى فرنسا في بعثة‬
                                                                     ‫تعليمية‪ ،‬و»أحمد أفندي‬
                                                                 ‫المهندس»‪ ،‬الذي كان يترجم‬
                                                                 ‫الكتب الحربية والبحرية من‬
                                                                ‫الفرنسية‪ ،‬بوضع خطة تنظيم‬
                                                                ‫الجيش‪ ،‬رفضها لأنها تحاكي‬

                                                                      ‫حرفيًّا بلا تبصر هيكل‬
                                                                    ‫جيش نابليون‪ .‬وأمر ابنه‬
                                                                  ‫إبراهيم بأن يقابل الضباط‬
                                                                ‫الذين وضعوا مسودة الخطة‬
                                                                   ‫الأصلية ويأمرهم بوضع‬
                                                                 ‫مسودة هيكل تنظيمي جديد‬

                                                                      ‫للجيش‪ ،‬وأمر صراحة‬
                                                                   ‫بأن يكون على نمط جيش‬
                                                                    ‫السلطان «سليم الثالث»‪،‬‬
                                                                   ‫حيث كان جيش السلطان‬
                                                                 ‫سليم الجديد المسمى «نظام‬
                                                                ‫جديد» أهم محاولة من جانب‬

                                                                     ‫العثمانيين لإقامة جيش‬
                                                                                    ‫نظامي‪.‬‬

                                                                    ‫وعلى الرغم من ذلك كان‬
                                                                      ‫جيش محمد علي يتلقى‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227