Page 218 - merit 49
P. 218

‫العـدد ‪49‬‬                           ‫‪216‬‬

                               ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬                    ‫مدي ًرا للمدرسة‪ .‬ومن المرجح‬
                                                               ‫أن وظيفة «مدير المدرسة»‬
      ‫الخلاصة‬                     ‫على الأطباء‪ ،‬ثم جاء إنشاء‬
                                ‫مدرسة الطب ‪1827‬م‪ .‬وعلى‬       ‫ألغيت في أعقاب ذلك‪ ،‬و ُر ِؤي‬
  ‫استفاد محمد على ‪-‬وبدون‬                                          ‫الاكتفاء بوظيفة “وكيل‬
  ‫قصد‪ -‬من اطلاع المصريين‬          ‫مدى عشر سنوات تخرج‬              ‫المدرسة”‪ ،‬وقد ُع ِهد بها‬
  ‫على أدوات القوة والحضارة‬         ‫(‪ )430‬طبيبًا في مختلف‬
                                ‫التخصصات‪ .‬ومن جملة ما‬         ‫لأول مرة في تاريخ المدرسة‬
         ‫التي كانت في أيدي‬       ‫أنشأه «كلوت بك» مدرسة‬       ‫لطبيب مصري هو “إبراهيم‬
   ‫الفرنسيين‪ ،‬حتى بدأ يفكر‬         ‫طبية في بولاق لتعليم فن‬   ‫أفندي النبراوي” ثم “محمد‬
 ‫في تطويع الوعي الجديد لدي‬     ‫الولادة‪ ،‬ومستشفي لأمراض‬       ‫أفندي الشافعي»‪ .‬ولكن تجب‬
  ‫المصريين من أجل فكره في‬      ‫النساء‪ ،‬بالإضافة إلى تأسيس‬      ‫الإشارة إلى أنه ليس معني‬
‫بناء دولة حديثة لمصر بإنشاء‬      ‫مراكز للاستشارات الطبية‬
 ‫إدارة حديثة واقتصاد جديد‪،‬‬                                        ‫ترك «كلوت بك» لإدارة‬
  ‫وذلك بالأخذ بأسباب العلم‪.‬‬          ‫في القاهرة وغيرها من‬    ‫المدرسة‪ ،‬قد يعني تنحيه عن‬
‫وكان بناء جيش قوي من أهم‬         ‫الأقاليم‪ .‬والتي تم تزويدها‬  ‫الإشراف عليها‪ ،‬بل في حقيقة‬
   ‫أسس الدولة الحديثة التي‬     ‫بالأطباء والصيدليات‪ .‬ناهيك‬     ‫الأمر أنه ظل بصفته رئي ًسا‬
   ‫كان محمد علي يرنو إليها‪.‬‬      ‫عن إنشاء مستشفي ُتعالج‬       ‫لشوري الأطباء مشر ًفا على‬
 ‫وذلك لن يكون إلا عن طريق‬      ‫«المجانين» جهة الأزبكية‪ .‬لذا‬  ‫المدرسة‪ .‬إذ كان ذلك المجلس‬
  ‫الاهتمام بالأحوال الصحية‬        ‫يري البعض أن محمد علي‬       ‫الشوري هو أعلي هيئة طبية‬
‫لكل الشعب المصري‪ ،‬باعتباره‬       ‫استطاع عن طريق الطبيب‬
 ‫المكون الرئيس لذلك الجيش‪،‬‬      ‫«كلوت بك» إحداث ما يمكن‬                         ‫بمصر‪.‬‬
                                                                 ‫كان «كلوت بك» أمينًا في‬
      ‫خشية الانتشار المرعب‬         ‫تسميته «ثورة طبية” في‬        ‫النصح والإرشاد والعمل؛‬
 ‫للأوبئة كالطاعون والجدري‬        ‫مصر في ذلك الوقت‪ ،‬وذلك‬
                                                                   ‫حيث كان أول ما قرر‬
   ‫والكوليرا‪ ،‬وما تسببه تلك‬         ‫لمجهوداته الجبارة التي‬    ‫إنشاءه من تنظيمات إدارية‬
  ‫الأوبئة من وفيات‪ .‬لذا نجد‬         ‫ُبذلت في مواجهة العديد‬    ‫طبية هو استحداث «مجلس‬
  ‫الاهتمام بالأحوال الصحية‬       ‫من الأمراض الوبائية وعلي‬     ‫الصحة» أو «مجلس شوري‬
‫الذي استمر طيلة فترة محمد‬           ‫رأسها مرض الطاعون‪،‬‬         ‫الأطباء» والمكون من ثلاثة‬
 ‫علي‪ ،‬وما زلنا ننعم إلى يومنا‬      ‫والذي انتشر خلال فترة‬
                                   ‫محمد علي لاسيما أعوام‬        ‫أعضاء وكانت له السلطة‬
     ‫هذا بعض ثمراته؛ حيث‬          ‫(‪1848 ،1847 ،1827‬م)‪.‬‬
              ‫القصر العيني‬

                                                             ‫هامش‪:‬‬

‫‪ -1‬القصر العيني بالقاهرة‪ ،‬و ُيعرف بكلية طب جامعة القاهرة أو كلية طب ومستشفيات جامعة القاهرة‪.‬‬

                                                            ‫أهم المراجع والمصادر‪:‬‬

                ‫‪ -‬عماد عبد الرؤوف الرطيل (د)‪ :‬الطب والعلاج في مصر العثمانية وعهد محمد علي‪ ،‬كتاب الجمهورية‪.‬‬
        ‫‪ -‬أحمد عزت عبد الكريم (د)‪ :‬تاريخ التعليم في مصر عهد محمد علي‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪1938 ،‬م‪.‬‬
   ‫‪ -‬عمر أكريم عبد النبي (د)‪ :‬البيئة الإجتماعية والنفسية والاقتصادية وعلاقتها بالأمراض وتوطنها بالمناطق الريفية‪،‬‬

                                                               ‫مجلة بني غازي العلمية‪ ،‬السنة الرابعة والعشرون‪.‬‬
 ‫‪ -‬أ‪ .‬ب‪ .‬كلوت بك‪ :‬لمحة عامة إلى مصر‪ ،‬ترجمة وتحرير؛ محمد مسعود‪ ،‬تقديم؛ د‪.‬أحمد زكريا الشلق‪ ،‬مطبعة دار الكتب‬

                                                                             ‫والوثائق القومية‪ ،‬القاهرة‪2011 ،‬م‪.‬‬
                        ‫‪ -‬محمد شفيق غربال‪ :‬محمد علي الكبير‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪2012 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬محمد صبري السوربوني‪ :‬تاريخ مصر الحديث من محمد علي إلى اليوم‪ ،‬مطبعة دار الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪1926 ،‬م‪.‬‬
   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222   223