Page 227 - merit 49
P. 227

‫الملف الثقـافي ‪2 2 5‬‬

  ‫معامل بداخل مصر لصنع‬         ‫الدولة من أجله معظم ‪-‬وإن‬            ‫السوق العالمية‪ ،‬ولكن دون‬
‫جزء من معدن النحاس الذى‬           ‫لم يكن كل‪ -‬مشروعاتها‬              ‫أن تتورط البلاد فى علاقة‬
‫تحتاجه هذه الألواح‪ ،‬والباقى‬        ‫الاقتصادية‪ ،‬وخصصت‬             ‫تبعية لهذه السوق قد تحولها‬

     ‫كان يتم جلبه من تركيا‬      ‫الجانب الأكبر من مواردها‬              ‫إلى بلد خاضع لسيطرة‬
   ‫وروسيا وتريستا‪ ،‬بعضه‬        ‫المالية للإنفاق عليه‪ ،‬وقد بلغ‬     ‫الإمبريالية العالمية‪ ،‬ومن أجل‬
‫على شكل ألواح ومعظمه على‬                                          ‫ذلك اتجهت الدولة للاعتماد‬
‫شكل قوالب‪ ،‬وكان يلزم لكل‬          ‫متوسط الميزانية السنوية‬
    ‫عملية سبك كذلك خمسة‬           ‫لمصر في عهد الباشا نحو‬               ‫على قدراتها الذاتية مع‬
 ‫وعشرون قنطا ًرا من الفحم‪،‬‬     ‫مائتى مليون جنيه‪ُ ،‬خ ِّصص‬         ‫الاستبعاد المتعمد لرأس المال‬
   ‫وقد يصل ذلك إلى أربعين‬     ‫‪ %60‬منها للإنفاق العسكري‪.‬‬
‫قنطا ًرا حسب اختلاف سمك‬                                            ‫الأجنبى‪ .‬وفى الوقت نفسه‬
                                    ‫ومن خلال هذه الموارد‬             ‫عملت الدولة على تحقيق‬
          ‫الألواح المصنوعة‪.‬‬    ‫المالية أقامت الدولة عد ًدا من‬
 ‫كذلك حوت الترسانة قس ًما‬       ‫المنشآت الصناعية من أجل‬           ‫استقلال سياسي من خلال‬
  ‫خا ًّصا لصنع زناد البنادق‬                                        ‫بناء قاعدة عسكرية حديثة‬
‫والسيوف والرماح للفرسان‬          ‫تسليح الجيش؛ فتم إنشاء‬
  ‫وحقائب الجنود من المشاة‬      ‫ترسانة القلعة الحربية التى‬             ‫ذات شأن تقيها عدوان‬
                              ‫اصطلح على تسميتها «المدينة‬            ‫الاستعمار الغربى‪ ،‬لا عن‬
   ‫والفرسان وأدوات الخيل‬                                             ‫طريق المواجهة المباشرة‪،‬‬
‫من اللجم والسروج ومآليها‪،‬‬           ‫الصناعية»‪ ،‬وقد ضمت‬
 ‫وكان بها مصنع كبير لعمل‬           ‫أقسا ًما متعددة لصناعة‬              ‫وإنما من خلال التزود‬
                               ‫الأسلحة الصغيرة «البنادق»‬            ‫بأسباب المنعة التي تحقق‬
  ‫صناديق البارود ومواسير‬                                            ‫نو ًعا من توازن القوى مع‬
   ‫البنادق‪ ،‬وكان هناك أي ًضا‬          ‫وأجزائها‪ ،‬كما أُ ْل ِح َق‬
    ‫معمل صب المدافع‪ ،‬حيث‬          ‫بالترسانة معمل لصناعة‬                ‫الغرب‪ ،‬وتجعل الأخير‬
   ‫كانت تصنع فيه كل شهر‬          ‫وإنتاج ألواح النحاس التى‬            ‫يتعامل مع الدولة معاملة‬
                                  ‫استعملت لتبطين السفن‬             ‫الند للند‪ ،‬ومن هنا تبلورت‬
       ‫ثلاثة مدافع أو أربعة‬        ‫الحربية‪ ،‬واستلزمت كل‬            ‫أهداف الدولة المصرية من‬
     ‫من عيار أربعة وثمانية‬     ‫عملية سبك خمسة وثلاثون‬             ‫أجل تأسيس قطاع صناعي‬
  ‫أرطال‪ ،‬وتصنع فيه أحيا ًنا‬      ‫قنطا ًرا من النحاس‪ ،‬وكان‬
  ‫مدافع الهاون ذات الثماني‬    ‫يتم إنتاج نحو مائة لوح ذات‬              ‫عسكري لإمداد الجيش‬
‫بوصات‪ ،‬ومدافع قطرها ‪24‬‬        ‫مقاسات مختلفة‪ ،‬وخصصت‬                 ‫الجديد بكل ما يحتاج إليه‪،‬‬
 ‫بوصة‪ ،‬وقد بلغ عدد العمال‬
    ‫المشتغلين بهذه الترسانة‬                                          ‫ومن ثم كان الجيش هو‬
‫نحو ‪ 900‬عامل‪ ،‬وقد وصلت‬                                           ‫المحور الأساسي الذى أقامت‬
‫معدلات إنتاج ترسانة القلعة‬
  ‫من الأسلحة الصغيرة فيما‬
     ‫بين ‪ 600‬و‪ 650‬بندقية‬
  ‫شهر ًّيا‪ ،‬وبلغت تكاليف كل‬
    ‫بندقية اثنى عشر قر ًشا‪،‬‬
  ‫وكان يدفع لرؤساء العمال‬
    ‫مرتبات ثابتة‪ ،‬أما العمال‬
   ‫الآخرون فكانت تدفع لهم‬
   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231   232