Page 235 - merit 49
P. 235
الملف الثقـافي 2 3 3
إدوارد ديورليت هنري دودويل والإدارات اللازمة لتدريب أهل
البلاد وتوجيههم الوجهة التي
ولم يكتف محمد علي باشا ولاكتساب الخبرات اللازمة،
بإرسال البعثات التعليمية إلى ولدراسة الفنون العسكرية، تقتضيها الحياة الجديدة.
أوروبا ،بل استعان بكثير من وبناء السفن والملاحة ،وتعلُّم وقد آثر محمد علي أن يبتعد
الهندسة والميكانيكا وأصول عن الأزهر كلية؛ خشية إثارة
الخبراء الأجانب في مختلف
قطاعات التعليم لإدارة التعليم الري والصرف ،ودراسة علمائه واستثارة المشاعر
القانون والسياسة. الدينية؛ ولذلك أنشأ إلى جانب
في مصر ،وكان أغلبهم في
البداية من إيطاليا ،حتى إن وفي عام ١٨٢٦م كان رفاعة التعليم القديم ،تعلي ًما حديثًا
أول لغة أجنبية ُد ِّرست في رافع الطهطاوي إما ًما لطلاب يتماشى والنسق الأوروبي،
مصر كانت اللغة الإيطالية. أول بعثة طلابية إلى فرنسا، وعاش النوعان م ًعا جنبًا إلى
إلا ان محمد علي باشا أدرك وقد استفاد كثي ًرا من الثقافة جنب؛ بل ظل التعليم الديني
خطورة الاستمرار في الاعتماد بالمعاهد والكتاتيب والأزهر
على هؤلاء الأجانب ،الذين قد الفرنسية ،وأدرك قيمة ودراساته ورجاله بعي ًدا عن
ُيعر ِقلون مصالح الحكومة، الاطلاع على علوم ومعارف
كما أن المؤسسات التعليمية، المجتمعات الأوروبية ،وعندما رقابة الدولة وسلطانها.
لكي تكون دائمة ومستم َّرة، ومن أبرز مظاهر اهتمام
عاد اقترح على محمد علي محمد علي باشا بالتعليم
يجب أن ُتص َبغ بالصبغة تأسيس مدرسة الألسن عام الحديث البعثات التعليمية،
الوطنية(.)6 حيث أوفد محمد علي بعثات
١٨٣٦م ،لتدريس اللغات من طلاب الأزهر إلى إيطاليا
وقد أقام محمد علي مدارس الأوروبية والترجمة ،وكان وفرنسا وبريطانيا للتعليم،
تخدم النظام الاقتصادي لها الفضل في نقل كثير من
والعسكري ،مثل :مدرسة
معارف الغرب إلى مصر،
المهندسخانة والطب والصيدلة وكان ذلك بداية حقيقية لعملية
والبيطرة ،ومدارس لتعليم
التحديث وإقامة دولة مدنية
حديثة(.)5