Page 244 - merit 49
P. 244

‫العـدد ‪49‬‬                                        ‫‪242‬‬

                                                                              ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬   ‫ووسيطه وحديثه‪ ،‬وما كان‬
                                                                                             ‫لقوي الغرب الاستعمارية‬
‫الحملة العسكرية لمحمد علي ببلاد الشام‬                                                      ‫الطامعة في هذه المنطقة وفي‬
                                                                                          ‫اقتسامها بين بعضها البعض‬
                                ‫حرب الشام‬                                                  ‫أن تقبل وتتسامح مع تحقق‬
                                                                                          ‫هذه الوحدة الوثيقة‪ .‬وقد كاد‬
‫منض ًّما إلى محمد علي ومؤي ًدا‬  ‫محمود الثاني توفي بعد ستة‬                                   ‫صنع محمد علي أن يتحقق‬
   ‫له‪ .‬وبذلك تجرد السلطان‬       ‫أيام من المعركة‪ ،‬وخلفه ابنه‬                                   ‫به هذا الهدف وكان لدى‬
                                ‫السلطان الشاب عبد الحميد‬                                  ‫الأوروبيين من الحيلولة دون‬
 ‫من جيش بري مهزوم ومن‬            ‫الأول‪ ،‬وفي الوقت ذاته فإن‬
 ‫قوات بحرية أسلمت زمامها‬         ‫فوزي باشا قائد الأسطول‬                                                  ‫بلوغه هدفه‪.‬‬
                                ‫العثماني جمع قطع أسطوله‬                                   ‫لذلك أوقف محمد علي جيشه‬
        ‫لخصمه الثائر عليه‪.‬‬                                                                ‫عند حدود الأناضول‪ ،‬وجعل‬
  ‫ومن فعلة فوزي باشا هذه‬          ‫وأبحر بها إلى الإسكندرية‬                                ‫ابنه يوقع اتفاقية كوتاهيه في‬
                                                                                          ‫مايو ‪ 1833‬على هذا الوضع‪،‬‬
    ‫نفهم طبيعة الصراع بين‬
                                                                                            ‫وصارت له ولايته بالشام‬
                                                                                             ‫مع ولايته مصر على مدى‬

                                                                                                          ‫الثلاثينيات‪.‬‬
                                                                                             ‫واستمر السلطان محمود‬
                                                                                           ‫يعمل لكي يسترد من محمد‬

                                                                                               ‫علي ما جرده منه‪ ،‬وبدأ‬
                                                                                           ‫السلطان تحرشه العسكري‬

                                                                                                ‫بجيش الوالي في شمال‬
                                                                                             ‫سوريا‪ ،‬وبدأ جيشه زحفه‬

                                                                                              ‫في مايو ‪ 1839‬عند قرية‬
                                                                                               ‫نصيين‪ ،‬وما لبث جيش‬
                                                                                               ‫محمد علي أن واجه هذا‬
                                                                                          ‫الزحف‪ ،‬وحسبما يذكر القائد‬
                                                                                             ‫إبراهيم في خطاباته لأبيه‪:‬‬
                                                                                            ‫كان جيش السلطان يتكون‬
                                                                                               ‫من نحو ‪ 90‬ألف جندي‬
                                                                                            ‫نظامي وغير نظامي‪ ،‬وكان‬
                                                                                          ‫جيش إبراهيم يتكون من ‪30‬‬

                                                                                                   ‫ألف جندي نظامي‪.‬‬
                                                                                             ‫وانتصر جيش إبراهيم في‬
                                                                                            ‫تلك المعركة البرية الفاصلة‬

                                                                                                ‫انتصا ًرا عسكر ًّيا تا ًّما‪،‬‬
                                                                                              ‫وانفتح من جديد الطريق‬
                                                                                              ‫أمام جيش محمد علي إلى‬
                                                                                             ‫إستامبول‪ ،‬وكان السلطان‬
   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248   249