Page 241 - merit 49
P. 241

‫الملف الثقـافي ‪2 3 9‬‬

    ‫بقايا قوات الارناؤوط في‬       ‫بحسبانه واليًا قو ًّيا يمكن‬
   ‫جيشه التقليدي‪ ،‬ومنها ما‬       ‫أن يحقق للدولة من الهيبة‬
  ‫يعتبره الكثير من المؤرخين‬    ‫والاحترام ما يستحق بشأنه‬
                               ‫البقاء ونمو النفوذ‪ ،‬سيما أن‬
     ‫أكثر أهمية وهو السعي‬        ‫الأمر هنا يتعلق بالحرمين‬
      ‫لتجنيد السودانيين في‬       ‫الشريفين وبقبلة المسلمين‬
‫الجيش النظامي الجديد الذي‬      ‫ومهبط وحي رسالة الإسلام‬
 ‫يزمع الوالي إنشاءه‪ ،‬وكذلك‬      ‫ومتجه الحجيج في كل عام‪.‬‬
  ‫السعي لكشف مجري نهر‬
 ‫النيل بالقدر المناسب لتأمين‬       ‫الحرب الثانية لمحمد علي‬
 ‫مورد المياه لمصر‪ ،‬مما يشير‬      ‫هي حرب السودان‪ ،‬والتي‬
  ‫إليه إبراهيم فوزي في قول‬
      ‫إن محمد علي عرف أن‬           ‫بدأت في سنة ‪ 1820‬بعد‬
‫«دو ًل أوروبية» بدأت تتحكم‬      ‫حول واحد من انتهاء حرب‬
     ‫في صمر بالسيطرة على‬
                                    ‫الوهابيين‪ ،‬وفتح محمد‬
                  ‫السودان‪.‬‬         ‫علي للسودان‪ ،‬استخرج‬
 ‫وكتب التاريخ تف ِّصل وقائع‬         ‫له المؤرخون الكثير من‬

   ‫الحروب والمعارك‪ ،‬لجيش‬              ‫الأسباب‪ ،‬منها تعقب‬
    ‫تك َّون في البداية من نحو‬    ‫بقايا المماليك الهاربين من‬
  ‫أربعة آلاف مقاتل‪ ،‬وتحرك‬        ‫مصر جنو ًبا والذاهبين إلى‬
   ‫من مصر جنو ًبا إلى دقهلة‬
     ‫وإلى بربر ثم أم درمان‪،‬‬        ‫السودان‪ ،‬ومنها حرص‬
  ‫وفتح سنار‪ ،‬وفتح كردفان‬        ‫محمد علي على التخلص من‬
    ‫في الغرب‪ ،‬وسار إلى واد‬
     ‫مدني على النيل الأزرق‪،‬‬                      ‫محمد علي باشا‬
 ‫وأسس مدينة الخرطوم عند‬
  ‫ملتقي النيل الأبيض والنيل‬
‫الأزرق‪ ،‬وضم مماليك وقبائل‬
     ‫وأقاليم بما يعتبر به أن‬
 ‫جيش محمد علي وحكمه من‬
   ‫بعده هو ما وحد السودان‬

       ‫الحالي‪ ،‬شما ًل وشر ًقا‬
  ‫ووس ًطا حسبما يظهر حتى‬
   ‫الآن‪ ،‬ثم ضم إليه ما فتحه‬
  ‫إسماعيل بحروبه في القرن‬
  ‫العشرين‪ ،‬ثم إقليم دارفور‬
  ‫من بعد‪ ،‬وإنما يمكن القول‬
 ‫إنه رغم القسوة التي اتبعت‬
 ‫في الحرب مما ليس له مثيل‬
‫في كل الحروب من قبل ومن‬
   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245   246