Page 246 - merit 49
P. 246

‫العـدد ‪49‬‬                                             ‫‪244‬‬

                                                          ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬                                       ‫سمير درويش‬

  ‫العثماني‪ ،‬حتى عام ‪،1952‬‬     ‫العريضة تتحدث عن‬            ‫العناوين‬
‫حين أطاح جمال عبد الناصر‬       ‫«النهضة المصرية»‬
 ‫قائد حركة الضباط الأحرار‬        ‫التي قادها محمد‬               ‫حين تنهار (النهضة) أمام أول اختبار حقيقي!!‬
                                  ‫علي بداية القرن‬
   ‫بالملك فاروق‪ ،‬وأجبره على‬   ‫التاسع عشر‪ ،‬معظم‬
    ‫التنازل عن العرش لابنه‬         ‫الذين يتناولون‬
    ‫(الملك) أحمد فؤاد الثاني‬       ‫هذه «النهضة»‬
                               ‫يتحدثون عن إنشاء‬
‫الذي كان عمره ستة شهور‪،‬‬          ‫جيش قوي‪ ،‬وعن‬
‫فقد ولد في ‪ 16‬يناير ‪،1952‬‬     ‫انتصارات عسكرية في الشام‬
                                 ‫والسودان والحجاز‪ ،‬وعن‬
   ‫مع تعيين مجلس وصاية‬           ‫تهديد الآستانة نفسها‪ ،‬أو‬
  ‫(شكلي) استمر حتى إعلان‬        ‫الباب العالي‪ ،‬ثم سيتحدثون‬
                                    ‫عن شعور دول أوروبا‬
     ‫الجمهورية في ‪ 18‬يونيو‬    ‫بالتهديد من «القوة المصرية»‬
  ‫‪ ..1953‬تدرجوا خلال هذه‬            ‫العسكرية والحضارية‪،‬‬
   ‫المدة من لقب باشا‪ :‬محمد‬        ‫وأنها سارعت إلى الاتفاق‬
   ‫علي‪ ،‬إبراهيم باشا‪ ،‬عباس‬     ‫مع الخليفة العثمانلي لإجبار‬
   ‫حلمي الأول‪ ،‬محمد سعيد‬            ‫مصر على تنفيذ اتفاقية‬
   ‫باشا‪ ،‬إسماعيل باشا‪ ..‬ثم‬       ‫(بلطة ليمان) التي أبرمتها‬
                                  ‫إنجلترا مع الإمبراطورية‬
     ‫لقب خديوي‪ :‬الخديوي‬           ‫عام ‪ ،1838‬والتي تقضي‬
‫إسماعيل‪ ،‬محمد توفيق باشا‪،‬‬      ‫بفتح الأسواق المصرية أمام‬
‫عباس حلمي باشا الثاني‪ ،‬ثم‬         ‫التجارة البريطانية مقابل‬
                                 ‫رسوم جمركية منخفضة‪،‬‬
   ‫لقب سلطان‪ :‬حسين كامل‬         ‫من ‪ 3‬إلى ‪ ،%9‬وأن خضوع‬
   ‫وفؤاد الأول‪ ،‬وأخي ًرا لقب‬       ‫مصر أ َّثر على اقتصادها‬
    ‫ملك‪ :‬فؤاد الأول‪ ،‬فاروق‬     ‫مما ساهم في كسر مشروع‬
   ‫الأول‪ ،‬والطفل أحمد فؤاد‬       ‫محمد علي وتحجيمه داخل‬
                                   ‫مصر والسودان‪ ،‬مقابل‬
                    ‫الثاني‪.‬‬         ‫ضمان توريث (ولاية)‬
      ‫استمرت هذه السردية‬       ‫مصر لأبنائه من بعده‪ ،‬وهو‬
       ‫وقويت بفعل الامتداد‬        ‫ما حدث بالفعل‪ .‬هذه هي‬
   ‫الناصري‪ ،‬الذي كان يقوم‬      ‫الرواية «شبه الرسمية» التي‬
‫على نفس الأسس التي قامت‬            ‫ُكتبت أثناء حكم الأسرة‬
 ‫عليها دولة محمد علي‪ ،‬فكرة‬       ‫العلوية التي حكمت مصر‬
‫التطوير من أعلى بقيادة الفرد‬     ‫‪ 148‬عا ًما‪ ،‬من عام ‪1805‬‬
  ‫الواحد المتحكم الذي يستند‬      ‫حين تولى محمد علي باشا‬
    ‫إلى الجيش كقوة حامية‪،‬‬        ‫(ولاية) مصر تحت الحكم‬
     ‫وذراع طويلة تعمل على‬
   ‫فرض سيطرة الدولة على‬
 ‫محيطها الإقليمي‪ ،‬ويميل إلى‬
‫(العدل الاجتماعي) باستفادة‬
‫الفقراء من هذه الإصلاحات‪.‬‬
    ‫الدعاية الناصرية روجت‬
  ‫سردية محمد علي ونهضته‬
   241   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251