Page 296 - merit 49
P. 296
العـدد 49 294
يناير ٢٠٢3
حاكم الشارقة يكرم خضير البورسعيدي التراكيب السابقة نفسها وما بها
من طريقة تضعف من حروفها
وتهيمن الوحدة كي تؤكد التنوع فينشأ من هذا الانفصال موت أحيا ًنا ،وتتجاوز قواعدها المألوفة
والاختلاف في التنوع. الكائن الحي .لذلك تلعب فكرة في أحيان كثيرة ،وهو ما يفقدها
«الوحدة داخل التنوع» داخل قيمتها ويجعلها أقل مرتبة من
نهاية القول :تلعب مكتبة عمل خضير البورسعيدي أسا ًسا
الإسكندرية؛ ومركز الخطوط يمكن أن نصنف اتجاهات اللوحة التراكيب الأخرى من الناحية
بها ،دو ًرا ها ًّما في توثيق تراث عند خضير بها ،وقد أكد الكتاب الفنية ،وصعبة القراءة من
الخط العربي ويتأكد يو ًما بعد على فكرة “الوحدة والتنوع” هي
مجموعة من العناصر المختلفة أو الناحية الأخرى ،تلافى خضير
الآخر؛ في المحافظة على تلك المتنوعة داخل أحد الأعمال الفنية، البورسعيدي هذا كله ،وأسس
الريادة داخل مصر وخارجها؛ قد تبدو جوانب متفاعلة من عمل رؤيته الفنية على القواعد الصارمة
بإصدارته المختلفة من الدراسات واحد أو موحد أو متكامل .فالعمل للخط العربي ،الأمر الذي جعل
الفني يستمد وحدته من الفكرة من تلك اللوحات نه ًجا خال ًصا
الأكاديمية ،والمنشورات التي النشطة بداخله أو المهيمنة عليه، له ،بها ما يتميز به ويؤكد على
توطن هذا الفن الأصيل ،وتفتح وخلال عملية التكوين أو التصميم
المجال لتذوق فنونه وجمالياته للعمل الفني تصبح هذه الفكرة أستاذيته.
المختلفة؛ وتقدمه لجمهور القارئين الكتاب حصاد رائع لواحد من
والمثقفين ،في أبهى حلة وأفضل مهيمنة أكثر فأكثر على نحو أهم الخطاطين العرب في العصر
نسق .عاكسة بذلك دور مكتبة متزايد حتى تصبح هي السائدة الحديث ،الذي أطلق عليه نقاد
الإسكندرية؛ كحاضنة للآداب في نهاية العمل ،وهكذا تتفاعل الفن لقب «نهاية المجودين
والفنون والثقافة المصرية ،و ُملهم العناصر م ًعا لتؤكد الوحدة، وبداية المجددين» ،وخصو ًصا
أن خطاطي المدرسة المصرية
للأهمية الحضارية والتاريخية لم ُتت َرك لهم المساحة الكافية
لحقل الكتابات والخطوط للدراسة والبحث المفترض ،وهذا
الكتاب يفتح المجال لإعادة القراءة
والدراسة الفنية الواعية لنتاج
المدرسة المصرية ،ويفتح مجالات
عدة للبحث والمناقشة .لعل أبرز
مشاكل دراسة الخط العربي في
مصر هي عدم الاستقلالية عن
مسار الفنون التشكيلية ،واعتبار
الخط العربي فنًّا خارج المنظومة
الفنية ،وأنه نوع من الفنون
التقليدية أو الشعبية .والكتاب
تأكيد على أن القيمة الفنية والقيمة
الجمالية عنصران متلاحمان
تلاح ًما عضو ًّيا في كل عمل فني،
بحيث إذا حاولنا فصل إحداهما
عن الأخرى فإننا نعرض العمل
الفني للتفكك ،وقتل تأثيره الفني،
كما تنفصل الروح عن الجسد،