Page 108 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 108
العـدد 33 106
سبتمبر ٢٠٢1 د.نهلة راحيل
كوتسيكا ..بي ُت الذاكرة
الفرد التي تستند إلى تجربة ذاتية وإدراك شخصي، الذاكرة والتاريخ
ولكنها تتأثر بدورها بالسياقات الجماعية.
إن الحديث عن الذاكرة يتضمن التطرق إلى
والمستوى الجمعي ،أي ذاكرة المجتمع التي تستند
إلى بنية رمزية وخبرات جماعية كونتها بدورها مكونات متنوعة تختزنها أبعاد تلك الذاكرة من
تجارب ذاتية للأفراد. عناصر مادية ومفاهيم ثقافية وخبرات روحية
ولذلك ،فإن توثيق تلك الذاكرة لا يتعلق فقط
وأفضية زمانية /مكانية ووقائع تاريخية
بمحتواها -الفردي أو الجمعي -إنما أي ًضا بكيفية ومساحات خيالية وغيرها من تجارب تحتفظ
نقل التجارب والأحداث باعتبارها جز ًءا من تاريخ بها الذاكرة وتسترجعها وفق الحالة الشعورية
الفرد أو المجتمع ،ويأتي التمثيل الأدبي لتلك الذاكرة للفرد .ولذلك ،فهناك دائ ًما محاولات -واعية أو
في نصوص تعطي القارئ صورة عن تنوع الهويات غير واعية -لحفظ الذاكرة بمستوياتها الفردية
والجمعية وتوثيقها كتابة عبر نصوص تاريخية أو
وتعدديتها الثقافية ،وتوضح له ارتباط الوعي إبداعية ،أو مكانيًّا عبر أبنية -متاحف أو أحياء أو
بالماضي بعدة تفسيرات نابعة من معطيات الحاضر تماثيل -تشهد على بقائها وتحيل إلى ما تخلده من
وموازينه ،وتجسد حالات التواصل /الصراع بين
موروثات.
الجماعات المختلفة من البشر في فترات تاريخية في هذا السياق ،يشير
متباينة وسياقات اجتماعية متعددة. الفيلسوف الفرنسي «بول
ريكور» إلى تلاقي الذاكرة
ومن الطبيعي أن يرتبط استدعاء
الذاكرة -في هذه الحالة -بسلسلة الجماعية والذاكرة
الفردية في الحفاظ على
من الأجيال التي أنتجها تعدد ديمومة تاريخ الأفراد
الأمكنة واختلاف التجارب ،ومع والمجتمعات ،فمكونات
ذلك ،قام أفرادها بصياغة تاريخ
مشترك يتخلله أحداث وطقوس الذاكرة تشمل
مستويين مستقلين،
وحكايات وعادات وانحرافات وإن كانا متداخلين،
تتشابك جميعها لتعزز الشعور
بالاستمرارية والترابط بين تلك وهما :المستوى
الأجيال رغم الاختلافات الحتمية الفردي ،أو ذاكرة
فيما بينها ،فالأجيال ،رغم الصراع
غادة العبسي