Page 237 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 237

‫‪235‬‬         ‫الملف الثقـافي‬

‫رولان بارت‬  ‫رينيه ويليك‬      ‫شاكر عبد الحميد‬                   ‫النقدية في تفسير الأدب؛‬
                                                             ‫نجد من خلال ما سبق أن‬
 ‫الرغبة وغيابها‪ ،‬والخطاب‬            ‫الموجودة فيه والعقد‬     ‫«فرويد» و»يونج» اتفقا على‬
 ‫يتم من تلاقي التشكيلات‬           ‫الشخصية التي تحرك‬
                              ‫الكاتب؛ فالدراسة النفسية‬         ‫إرجاع الإبداع الفني إلى‬
    ‫اللغوية والمجازية؛ فإذا‬    ‫للأدب تب ًعا لمنهج التحليل‬    ‫اللاشعور‪ ،‬إلا أن «فرويد»‬
     ‫كان «فرويد» مؤسس‬           ‫النفسي النصي ترى أن‬        ‫يراه فرد ًّيا‪ ،‬أما «يونج» فيراه‬
‫التحليل النفسي في دراسته‬      ‫شخصية الكاتب هى منبع‬           ‫جمعيًّا مورو ًثا ينحدر إلينا‬
    ‫لليوناردو دافنشي أقر‬         ‫الإدراك وجدلية الذات‪/‬‬       ‫من أسلافنا‪ ،‬وناتج عن ما‬
‫بأنه لم يدرس فيه الإنسان‬       ‫الآخر‪ ،‬وهيمنة اللاشعور‬       ‫تركته الحياة في نفس المبدع‬
    ‫بما هو فنان‪ ،‬بل درس‬
     ‫الفنان بما هو إنسان؛‬          ‫في مواجهة الضغوط‬                           ‫من أثر‪.‬‬
     ‫فـ»حسن المودن» من‬           ‫المجتمعية؛ فالباعث على‬        ‫ولأن هناك علاقة وطيدة‬
 ‫خلال تبنيه لمنهج التحليل‬      ‫الكتابة وثيق الصلة بقلق‬
    ‫النصي للأدب يرى أنه‬           ‫النفس وأحوالها؛ لذلك‬             ‫بين التحليل النفسي‬
   ‫ينبغي تطبيق الأدب على‬     ‫تختلف النصوص‪ ،‬وبالتالي‬           ‫والأدب؛ فالتحليل النفسي‬
     ‫التحليل النفسي؛ فكل‬         ‫تختلف متعة التلقي‪ ،‬في‬
   ‫نص ُينتج عقده؛ بالتالي‬      ‫ذلك يرى «حسن المودن»‬               ‫يستخرج صوره من‬
‫فعقدة الإخوة ‪-‬التي كشف‬           ‫أن النص الأدبي ينبغي‬       ‫البلاغة (الاستعارة‪ ،‬الكناية‪،‬‬
    ‫عنها في تحليله النصي‬          ‫معاملته باعتباره بؤرة‬     ‫التحويل‪ ،‬التكثيف)‪ ،‬واعتبار‬
  ‫القرآني لسورة يوسف‪-‬‬        ‫التحليل دون إقصاء للسياق‬       ‫اللاشعور بنية في حد ذاتها‪،‬‬
     ‫أولى من عقدة أوديب؛‬     ‫الاجتماعي والنفسي‪ ،‬ودون‬         ‫لها تركيبة شبيهة بتركيبة‬
  ‫فيوسف هو المقرب لأبيه‬        ‫إقصاء للكاتب أي ًضا؛ لأن‬    ‫اللغة(‪)5‬؛ فال ُحلم الذي يعالجه‬
  ‫أما أوديب فكان راغبًا في‬      ‫عملية الكتابة في التحليل‬     ‫المحلل النفساني هو محكي‬
   ‫قتله‪ ،‬والعلاقة المحورية‬   ‫النفسي تتم في المسافة بين‬      ‫ُينتجه الحالم؛ أى أنه بعبارة‬

                                                               ‫اللسانيين ملفوظ سردي‬
                                                                ‫كالكتابة ينبغي تحليله‪.‬‬

                                                           ‫لذا يرى عالم النفس المغربي‬
                                                              ‫دكتور «حسن المودن» أن‬

                                                            ‫هدف العمل الأدبي الأسمى‬
                                                                 ‫هو تحويل المتلقي من‬

                                                              ‫مستهلك إلى منتج للنص؛‬
                                                               ‫ذلك أن ذات الكاتب تنتج‬
                                                               ‫نفسها بشكل موضوعي‬
                                                               ‫ودقيق من خلال تفاعلها‬
                                                            ‫التلقائي مع حركية الجماعة‬
                                                                ‫السيكولوجية‪ ،‬على ذلك‬
                                                            ‫فتفسير العمل الأدبي معناه‬
                                                               ‫‪-‬من منظور المودن‪ -‬أن‬
                                                           ‫يسعى الباحث لكشف أحداث‬
                                                            ‫الحياة والدوافع التي حاول‬
                                                               ‫النص الأدبي الاستجابة‬
                                                              ‫لها‪ ،‬ومحاولة فهم الرموز‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242