Page 233 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 233

‫‪231‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

            ‫يوسف مراد‬                  ‫مصطفى سويف‬                 ‫والآثار الفنية التي تركها‬
                                                              ‫المبدعون السابقون‪ ،‬سواء في‬
  ‫دلالة بالنسبة إلينا‪ ،‬إذ أن‬    ‫أتيح له أن يصوغ الآيات‬         ‫الماضي أو الحاضر‪ ،‬فكيتس‬
  ‫الإطار الأدبي غير متوفر‬       ‫الفنية الخالدة التي تطوي‬
                               ‫الدهور طيًّا بدون أن تفقد‬           ‫يتجه معظم اهتمامه إلى‬
        ‫لدينا»‪( .‬ص‪)١٧٥‬‬           ‫روعتها‪ ،‬بل تزداد جما ًل‬        ‫الاطلاع على الشعر‪ ،‬وشعر‬
   ‫والحقيقة التي لا ينبغي‬      ‫كلما اتسعت آفاق الإنسان‬
 ‫أن نغفلها أن فكرة الإطار‬                                          ‫شكسبير بوجه خاص‪،‬‬
    ‫لا يمكن التعويل عليها‬         ‫الثقافية‪ ،‬وأصبح أوسع‬          ‫ورودان‪ ،‬المثّال‪ ،‬ينصح بأن‬
                              ‫فه ًما وأنفذ بص ًرا»‪( .‬المرجع‬      ‫نهتم بمعرفة آثار الفنانين‬
     ‫بمفردها بحيث نعزي‬         ‫السابق‪ ،‬ص‪ ،٢٤٣‬نق ًل عن‬
       ‫إليها مجمل العملية‬                                        ‫الذين سبقونا‪ ،‬لاسيما في‬
                                       ‫سويف‪ ،‬ص‪)١٧٤‬‬                 ‫الفن الذي يشغلنا أمره‪،‬‬
  ‫الإبداعية بنحو ما توحي‬        ‫ويستكمل سويف الفكرة‪،‬‬                ‫ورامي يكثر من قراءة‬
    ‫به الفقرة السابقة‪ .‬فلا‬       ‫لكن من منظور مختلف‪،‬‬           ‫بايرون ولامارتين وشوقي‬
   ‫شك أن الخلفية الثقافية‬                                      ‫بوجه خاص‪ ،‬وعبد الرحمن‬
                                  ‫يأتي من جهة الإنسان‬           ‫الشرقاوي‪ ،‬كذلك‪ ،‬يكثر من‬
 ‫والفكرية للشاعر لها دور‬      ‫العادي الذي لا يحمل إطا ًرا‬       ‫قراءة الشعر والأدب بعامة‬
  ‫كبير في الرؤية الإبداعية‬    ‫أدبيًّا‪ ،‬ويكون بالتالي عاج ًزا‬     ‫ويقف عند بعض الشعراء‬
 ‫التي يقدمها‪ ،‬لكنها ليست‬
‫أساس الإبداع‪ ،‬الذي يقوم‬         ‫عن قرض الشعر‪ ،‬فيقول‪:‬‬                ‫والأدباء بوجه خاص‪،‬‬
‫على عناصر كثيرة ومعقدة‪،‬‬        ‫«‪ ..‬وكثي ًرا ما تمر بنا نحن‬        ‫وتوفيق الحكيم كان يقرأ‬
                                                                  ‫المسرحية مرتين أو ثلا ًثا‬
     ‫بعضها واع وبعضها‬            ‫الذين لسنا من الشعراء‪،‬‬         ‫ليتتبع أسلوب الفنان‪ ،‬لأنه‬
 ‫غير واع‪ ،‬بعضها موروث‬          ‫لحظات تحمل موضوعات‬              ‫لم يكن يهتم بالموضوع قدر‬
 ‫وبعضها مكتسب‪ ،‬بعضها‬
 ‫فردي وبعضها اجتماعي‪،‬‬            ‫وآراء كان من الممكن أن‬                ‫اهتمامه بالأسلوب‪.‬‬
 ‫بنحو ما سيرد في الفصل‬        ‫تستحيل إلى قصيدة رائعة‪،‬‬               ‫ويعالج سويف قضية‬
‫المتعلق بالإبداع في الدراسة‬   ‫لكن هذه اللحظة لا تلبث أن‬          ‫الإطار في سياق مشكلتين‬
                              ‫تتلاشى‪ ،‬لأنها لا تكون ذات‬           ‫أساسيتين‪ :‬الأولى تتعلق‬
                                                               ‫باكتساب الأديب الإطار عن‬
                                                                ‫طريق الاطلاع على الأعمال‬
                                                                   ‫الأدبية خاصة‪ ،‬والثانية‬
                                                                  ‫تتعلق باشتراط أن تكون‬
                                                                    ‫عملية الاطلاع‪ ،‬الرامية‬
                                                                  ‫لاكتساب الإطار‪ ،‬منظمة‬

                                                                           ‫تنظي ًما خا ًّصا‪.‬‬
                                                                  ‫بالنسبة للمشكلة الأولى‪،‬‬
                                                              ‫يستدعي سويف رأي يوسف‬
                                                                   ‫مراد ذي الدلالة العميقة‬

                                                                             ‫عندما يقول‪:‬‬
                                                              ‫«إن لم يكن الشاعر أو الأديب‬

                                                                 ‫أو الفنان ذا ثقافة واسعة‪،‬‬
                                                                 ‫أجهد عقله في اكتسابها لما‬
   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238