Page 236 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 236
العـدد 33 234
سبتمبر ٢٠٢1 في تتبعها لقضايا الدال
والمدلول؛ ندلل على ذلك بعالم
تتبع قضايا اللاشعور في أو ينطلق من معلومات النفس الشهير «جاك لاكان»
الإبداع محاو ًل الكشف تاريخية حول الأديب
عن شخصية المؤلف في ليكشف بها أسرار النص، الذي أقام جسو ًرا بين
الوقت نفسه( ،)3متحد ًثا مع مراعاة أن الناقد النفسي التحليل النفسي واللسانيات
عن ذلك في :أصل ليس ملاح ًظا حياد ًّيا،
الحضارة الإنسانية في وقراءة الأدب نفسيًّا ينبغي والنظريات الشعرية
ألا تتخذ النص كوثيقة المعاصرة ،واعتبر الشبكة
مؤلفه «الطوطم والتابو»؛ اللاشعورية مفتوحة على كل
لذا وجب علينا أو ًل أن إدانة. المعاني ،كما أن توظيف اللغة
ُنقر بدوره الذي اتضح في القراءة الحالية للمشهد عند المُر ِسل والمُر َسل إليه
في كتابه «دراسات في النقدي وف ًقا للمنهج النفسي (الحالة النفسية) ،هذا هو
نركز على اتجاهين رئيسين الجانب اللساني الذي يؤكد
التحليل النفسي التطبيقي» في مجال الدراسات النفسية البعد التواصلي بين الكاتب
الذي ناقش فيه الهذيان والمتلقي ،وتلتقي -القراءة
والحلم في قصة الكاتب للأدب ،وهما التحليل
النفسي والمنحى الموضوعي النفسية -بالسيميائية
الألماني «جنسن ،»Jensen في تحليل النصوص
وبرهن أن الأحلام تنمو من خلال مناقشة نقاط
فيها وكأن الكاتب قد الالتقاء بينهما. وتأويلها ،وتأخذ من المنهج
عرف عن طريق الحدس السوسيولوجي بعض أدواته
التطورات الحلمية ،مع أو ًل :حسن المودن*
وتطبيق الأدب على الكاشفة لانعكاسات الواقع
ملاحظة أن خلفاء «فرويد» التحليل النفسي الحياتي على النصوص،
ساروا على نهجه في ربما يوضح لنا ذلك
إذا افترضنا أن الكتابة
التحليل النفسي للأدب؛ الأدبية تعمل وفق مبدأين المدخل أن الصياغة النفسية
فالإنتاج الأول لـ»بادوين» المناسبة للسياق النفسي
متعارضين هما :مبدأ -تلك التي ُينظر إليها من
CH.Badouinالتحليل الواقع ،ومبدأ اللذة عن منظور معرفي -هى أبرز
النفسي للفن عام 1929م طريق إبعاد الدوافع غير
المقبولة اجتماعيًّا حفا ًظا غايات النقد النفسي؛ معنى
درس فيه عقدة أوديب، ذلك أن علم النفس والأدب
والنرجسية ،وميول على الاتزان النفسي؛ يتناولان موضوعات واحدة
فالنص الأدبي هو أساس
التلصص الاستعرائي تعني بالأفكار والخيال
والإعلاء ،Sublimation اكتشاف «سيجموند والانفعالات ،وكأن المنهج
فرويد» -الذي صاغ النفسي يواجه النص الأدبي
ويرى فرج أحمد فرج رؤيته من خلال معرفته بافتراضات معرفية تهدف
في دراسته قصة «ليلى العلمية -لنظرية اللاشعور؛
والذئب» من مجموعة ففي دراسته عام 1900م إلى الوصول إلى تصور
«غادة السمان» القصصية، لمسرحية «الملك أوديب» نفسي()2؛ فإذا انطلقنا من
أن التحليل النفسي للنص رائعة «سوفوكليس»، الفكرة التي ُتفيد بأن القراءة
قادر على كشف غموض و»هاملت» لـ»شكسبير»، النفسية تستشرف الجوانب
العمل الإبداعي ،وأن أعما ًل و»الإخوة كارامازوف» المكونة للنص؛ فإن النقد
أدبية لا يمكن بلوغها بغير لـ»دوستوفيسكي» ،والذي النفسي إما أن ينطلق من
هذا المنهج()4؛ لا ننكر أي ًضا
شاعرية «كارل يونج» التي الأثر الأدبي إلى الأديب،
سمحت له بالإسهامات