Page 238 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 238
العـدد 33 236
سبتمبر ٢٠٢1 في قصة يوسف هى علاقته
بإخوته ،وعلى افتراض أن
وبناء على ذلك يرى «شاكر على الخيال النشط؛ ذلك حياة الإنسان رواية غنية
عبد الحميد» أن كلمة أن «فشل المبدع في تغيير بالأحداث؛ اهتم «حسن
«موضوعي» تستخدم الحواجز المجتمعية يدفعه
للإشارة إلى كل ما هو إلى الاستغراق في الإيهام المودن» بالخيال الإبداعي على
اعتبار أن هناك عمليات أكثر
واقعي ،قابل للقياس ،قابل وأحلام اليقظة»(.)6
للتحقق منه ،وإعادة إنتاجه، أهمية من الدوافع المكبوتة
ثان ًيا :شاكر عبد التي أشار إليها «فرويد»
ومستق ًّل قدر الإمكان عن الحميد* لفهم مصادر الإبداع ،وهى
الخبرات الذاتية للباحث العمليات الأولية التي تعتمد
والمنحى الموضوعي في على الخيال بشكل أساسي،
من خلال إجراءات واضحة الدراسة النفسية للأدب يشير مصطلح الخيال هنا
ومحددة ،وهى إجراءات إلى عمليات الدمج والتركيب
تتعلق بالملاحظة ،ووضع على افتراض أن الدراسة وإعادة التركيب التي تتم
الفروض ،وجمع البيانات الموضوعية للأدب لا
وتحليلها بأدق الطرق؛ عبر الذاكرة ،ويتضمن
فالمنحى الموضوعي يمكن تهدف إلى وصف نفسي الخيال عمليات التنظيم
أن يتعامل مع الأدب من مرضي للكاتب؛ إنما العقلية؛ فخلال النشاط
خلال عدة مداخل منها: الخيالي تمتزج الأزمنة الثلاثة
-1محتو َّى النصوص تحرص على تنمية فهمنا الماضي والحاضر والمستقبل،
الأدبية ،وما تشتمل عليه للأعمال الأدبية بعي ًدا عن الخيال الإبداعي يعبر إذن
من انفعالات وصور في عن نشاط عقلي تنتج عنه
ال ِشعر. حصر الخلق الفني في صور واستبصارات جديدة،
-2شخصيات المؤلفين الغرائز والدفاع النفسي، فإذا كان التفكير الاتباعي
ومحاولة اكتشاف مواطن يعتمد على الذاكرة والإدراك؛
كالاهتمام بمصادر الإبداع الخيال؛ فمؤسس التيار فإن التفكير الإبداعي يعتمد
لديهم وتأثيرات مراحل الموضوعي في النقد الأدبي
الطفولة على إبداعاتهم.
النفسي هو «باشلار»،
-3تفضيلات القراء لأعمال أستاذ فلسفة العلوم
أدبية أكثر من غيرها.
في السوربون -1884
-4دور السياق الاجتماعي 1962م ،والذي لم يهتم
الذي يبدع فيه المبدعون. بدراسة تكوينات اللاوعى
-5عملية الإبداع بما ولا بحلم الليل؛ إنما اهتم
تشتمل عليه من نشاطات
وعلاقات وعوامل نفسية بحلم اليقظة ومفهوم
وأسلوبية واجتماعية(،)8 العقد - Complexesالتي
ولأن النفس أساس درسها كتصرفات عفوية
عملية الإبداع؛ فالدراسة توجه عمل الذهن -وهكذا
الموضوعية والقراءة اهتم باكتشاف عالم الخيال
كعالم ثقافي ،والذي انطلقت
النفسية للنص الأدبي تلتفت
إلى (التأثرية) من خلال من خلال أعماله مدرسة
متكاملة في النقد الأدبي
التركيز على عملية (تحويل) أبرز ممثليها «جان بيير
المادة النفسية المستقاة من
ريشار»(.)7