Page 266 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 266

‫ثقافات وفنون‬                         ‫العـدد ‪33‬‬                         ‫‪264‬‬

‫شخصيات‬                              ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬

  ‫والمدرسون أو المثقفون عمو ًما‪..‬‬     ‫كثي ًرا في كتب رائجة بين القراء‬     ‫استخلصها لأجل تحقيق العقد‬
  ‫ولا يشير إلى كونه يتعايش معه‬        ‫والمختصين من قبيل “إسرائيل‪،‬‬          ‫المجتمعي العالمي للعيش الآمن‬
   ‫في الداخل إلا من عدد قليل من‬
                                          ‫فحوص أخلاقية» لأفراهام‬                              ‫المشترك‪.‬‬
                 ‫الاعمال الأدبية‪.‬‬   ‫يهوشوه‪ ،‬وخاصة “ابتكار الشعب‬         ‫ويضيف “الأحمر”‪ :‬ذلك الاتجاه‬
     ‫ويضيف نجم‪ :‬ربما لا يمكن‬                                           ‫جمع أعما ًل من قبيل “حكاية حب‬
  ‫إغفال أدب الطفل العبري‪ ..‬حيث‬        ‫اليهودي‪ :‬من الكتاب المقدس إلى‬      ‫وظلام» لأموس أوز‪ ،‬و»الزوجة‬
 ‫يرددون أن الدولة العبرية قامت‬           ‫الحركة الصهيونية» لشلومو‬         ‫المحررة» لأفراهام ب يهوشوه؛‬
     ‫على أكتاف الطفل‪ ..‬فهو الذي‬                              ‫صاند‪.‬‬     ‫وهما يعدان أبرز ممثلي هذا الأدب‬
     ‫تعلم اللغة العبرية في البداية‬                                       ‫الإسرائيلي ذي النزعة الإنسانية‬
  ‫وقبل إعلان دولتهم‪ ،‬فقد قدموا‬         ‫أدب الطفل العبري‬
 ‫من شتات العالم وتعلموا العبرية‬       ‫يقوم على فكرة البطل‬                   ‫المعتدلة‪ ،‬والمعادية لسياسات‬
   ‫على مهل‪ ،‬بينما الأطفال تكفلوا‬       ‫الأسطوري اليهودي‬                   ‫إسرائيل بالضرورة‪ .‬تدخل في‬
‫بممارستها في المدارس والشوارع‬                                              ‫دائرة هذا الأدب أعمال كثيرة‬
     ‫حتى كان منهم الأجيال التي‬            ‫بينما يرى الأديب والباحث‬     ‫ج ًّدا من قبيل “ليلي النمرة» لأولنا‬
 ‫حاربت حروبهم‪ ..‬كما اعتمد أدب‬         ‫المصري “السيد نجم»‪ ،‬صاحب‬           ‫قمحي‪ ،‬أو من قبيل روايتي “في‬
   ‫الطفل العبري على فكرة البطل‬                                           ‫بلاد الأكاذيب» و»سبع سنوات‬
  ‫الأسطوري اليهودي مع النظرة‬                ‫كتاب “الطفل والحرب في‬      ‫من السعادة» لإدغار قيراط‪ ،‬وكذا‬
 ‫المتعالية على العربي‪ ،‬ثم الترويج‬        ‫الأدب العبري»‪ ،‬أنه قبل عام‬        ‫“امرأة تفر من الآتي» للكاتب‬
                                       ‫‪ 1948‬اعتمد الأدب العبري على‬      ‫واسع الشعبية ديفيد غروسمان‪،‬‬
       ‫لأدب الطفل العبري خارج‬             ‫الأدب التحريضي والعدائي‬
    ‫إسرائيل والترجمة إلى خمس‬           ‫تجاه (الأغيار) والمقصود عرب‬              ‫و»قصة حياة» لآهارون‬
‫لغات أوروبية‪ ..‬ثم لا يمكن إغفال‬       ‫فلسطين‪ ،‬واتسم بالعنف والبعد‬          ‫آبلفيلد‪ ..‬والخطاب السائد هنا‬
   ‫فكرة ترسيخ الرابطة بين ذهن‬        ‫الأيديولوجى‪ ..‬ثم بعد عام ‪1948‬‬         ‫خطاب إما أنه معا ٍد تما ًما ‪-‬في‬
‫الطفل والأرض‪ ..‬فهي المستوطنات‬        ‫اعتمد على أدب له سماته بعد كل‬       ‫إعلانات مباشرة تشبه البيانات‬
  ‫والتي داخلها يتم زراعة الأرض‬        ‫حرب (‪)1973 -1967 -1956‬‬                ‫السياسية‪ -‬للسياسة والفكر‬
 ‫والصناعات‪ ..‬هناك كتاب بعنوان‬             ‫حيث تجاهل استخدام كلمة‬       ‫الإسرائيليين السائدين في الخطاب‬
      ‫الأرض يدرس للطفل من ‪3‬‬              ‫فلسطين‪ ،‬ثم تصوير العربي‬          ‫اليميني المتطرف الذي نجح في‬
     ‫سنوات حتى الجامعة حسب‬              ‫ووصفه بالإرهابي‪ ..‬عدم بناء‬          ‫الهيمنة على الحياة السياسية‬
   ‫المرحلة العمرية من أجل غرس‬           ‫أي حوار بين شخصية عبرية‬         ‫الإسرائيلية منذ عقود (بل إنه قد‬
    ‫الانتماء للأرض‪ ،‬ويظنون أنها‬       ‫وعربية‪ ،‬ثم البحث عن الأسباب‬      ‫سمم حتى أفكار بعض اليساريين‬
‫هي الأرض الفلسطينية التي يجب‬             ‫سواء في حالات الانتصار أو‬          ‫الذين كانوا معتدلين قبل أن‬
     ‫الانتماء إليها حتى يجب دفن‬         ‫الهزيمة كما في معارك أكتوبر‬       ‫يتبدلوا تبديلا)‪ ،‬وإما من خلال‬
‫موتاهم فيها وإن كانوا من خارج‬                                               ‫إرساء خطاب يدعو إلى حياة‬
                                                            ‫‪.1973‬‬      ‫إسرائلية‪ -‬فلسطينية مشتركة‪ ،‬أو‬
                      ‫فلسطين‪.‬‬        ‫وحرص الأديب العبري على بيان‬       ‫أنه خطاب يحلل الظرف التاريخي‬
      ‫الموضوع متشعب وله صلة‬          ‫مبرر الدفاع عن النفس وراء كل‬         ‫لتأسيس دولة إسرائيل حسب‬
       ‫بالتربية والتعليم والإعلام‬   ‫الحروب التي خاضها مع العرب‪..‬‬          ‫استراتيجية خطابية تبين عنت‬
   ‫واعتبار الصراع العربي المبرر‬     ‫ونفى فكرة العدوان التي مارسها‬         ‫إسرائيل بالأمس الذي عليه ألا‬
                                                                        ‫يكون نسخة تبعث اليوم لتصبح‬
         ‫الظاهر والخفي وراء كل‬          ‫في حروبه‪ ،‬تجاهل الشخصية‬          ‫عنتًا يعيشه الفلسطينيون‪ ..‬وهو‬
  ‫التوجهات الأيديولوجية عندهم‪.‬‬               ‫الفلسطينية داخل الكيان‬         ‫الخطاب الفكري الذي انتشر‬

       ‫وبشأن اليسار واتجاهات‬         ‫العدواني وعدم الإشارة إلى كون‬
                                     ‫الشعب الفلسطيني منهم الأطباء‬
   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270   271