Page 268 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 268
العـدد 33 266
سبتمبر ٢٠٢1
فلسفة اللامبالاة..
ف ُّن الاستفادة من المعاناة
محمد كُّزو
(المغرب)
ما يأتي النّجاح والتّط ّور ال ّذات ّي الفصول نفسها لل ِكتاب ،كالآتي: دائ ًما ما كانت ُمخالفة المألوف
مترافقين م ًعا .لكن هذا لا يعني
بال ّضرورة أ ّنهما شيء واحد»(.)2 أ ّو ًل :لا تحاول عند النّاس ،تجلب الأنظار و ُيسلَّط
كان الباراديم( )3الحالي ،وما يزال، عليها ال ّضوء ،ودائ ًما ما حصل
التّركيز على التّو ّقعات والآمال قد تأتي النّصيحة ِمن أتفه
الإيجابيّة إلى ح ّد مفرط ج ًّدا؛ كن النّاس في نظر النّاس ،ويتح ّقق ال ّشيء الغريب بمقياسنا في الحياة
ذكيًّا وكن أحسن من الآخرين ال ُحلم مهما طال ال ّزمن ،لذا يجب العاد ّية على كثير اهتمامنا ،بحيث
وهكذا ،وفي الحقيقة هذه الآمال الإصرار على ما تح ّب ِفعله مهما
هي ما تحتاجه وما َتفت ِقر إليه، كانت ال ّظروف معا ِكسة ،والأه ّم نرغب في تمحيصه وتشريحه،
ال ّصدق مع نفسك لِقول الأشياء والنّظر :هل فع ًل يستح ّق هذا
وبدقيق العبارة ما أنت فاشل المجهود؟ أم مج ّرد شيء عابر،
فيه؛ والعكس صحيح تما ًما، رغم حقائقها ال ّصادمة ،إذ أُريد به خلق حدث لا أق ّل ولا
فالأشياء التي تكون واث ًقا منها الإحساس بال ّراحة ا ّتجاه النّفس
لا تحتاج إثباتها ،ولا تنظر إليها وا ّتجاه الفشل وعدم اليأس ،هو أكثر؟
لأ ّنها تحصيل حاصل ،إذ «ليست ما يصنع تحقيق ال ُحلم ،فـ»كثي ًرا من هنا ،كان كتاب «فن اللامبالاة
ش ّدة الاهتمام بالحصول على (ما
هو أكثر) مفتا ًحا لحياة جيّدة؛ لِعيش حياة ُتخالف المألوف»(،)1
بل المفتاح هو (الاهتمام الأق ّل)، جالبًا للأنظار بقدر كبير ،من
الاهتمام المقتصر على ما هو حيث عنوانه ،وحتّى فصوله
حقيقي ،آني ،ها ّم»( ،)4فلا تحاول
تضييع وقتك لِتحقيق أشياء التّسعة ال ّشيّقة ،ولمقاربة ما جاء
مستحيلة ،لن تسطيع تحقيق فيه نطرح الأسئلة التّالية :ماذا
الأماني كلّها لِقلّة الوقت أو الجهد أري ُد من هذه الحياة؟ ما هدفي
أو غيرهما؛ فالحياة مليئة بأنواع
عديدة من المعاناة ،لذا وجب الحقيقي منها؟ ما الألم الذي
اختيار التي سنكافح لأ ْجلها ،فلن ترغب فيه في حياتك؟ ما الذي
تظ ّن أ ّنك مستع ّد للمعاناة والكفاح
لأجله؟ كيف ل ّلمبالاة أن تكون
ح ًّل؟ كيف ُتح ِّول المعاناة إلى
مصدر ق ّوة؟
سنغوص إ ًذا ،في رحلة فكر ّية
خالصةُ ،معتم ِدين عناوين