Page 78 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 78
العـدد 33 76
سبتمبر ٢٠٢1
وقعت في حب (مجيدة) ،وأنني تزوجتها!
عاشت أمي و(الخالدية) عشرة عمر .قالت لها :منذ
ثلاثين سنة ،يا (الخالدية) ونحن عائلة واحدة .فما
رأيك أن نستمر! قالت (الخالدية) :تريدين (مجيدة)
لـ(رشيد) .قالت أمي :لم أر في حياتي امرأة أكثر
ذكا ًء منك! قالت (الخالدية) :نسأل (مجيدة)،
إن وافق ْت ..وافق ُت! وألف مبروك! وإن رفضت،
سأكسر رقبتها لكي توافق ،وألف مبروك! فقامت
أمي وعانقت الخالدية!
ولم تمض سوى أسابيع حتى صارت (مجيدة)
زوجتي ،مثلما صارت سبب شقائي لأنني كنت
محسو ًدا ،بسبب جمالها ،من كل الناس ،وكان هذا
الأمر يفرحني ،لكن ما آذاني وأوجع قلبي ،هو أن
الناس ما عادوا يتحدثون عني باسمي (رشيد)
الصياد ،وإنما صاروا يتحدثون عني ويشيرون إل َّي
ويسمونني بـ زوج (مجيدة)! كل شيء في حياتي
صار مشدو ًدا لـ(مجيدة) ،فأحسست بأنني صرت
أصغر ،وملح ًقا بـ(مجيدة) وانكمشت على نفسي
وتكدر مزاجي! كلام الناس ع َّذبني ،فصارحت
أمي بما أعانيه ،وصارحت (مجيدة) فبكت أمي،
مثلما بكت (مجيدة)! وبلعت ه ّمي وغ ّمي وعشت
معهما! (مجيدة) تلة فهم ،أسعدتني ،وأفرحت قلبي
بأحاديثها عني .قالت لي إنها عشقتني ،وهي ابنة
خمس سنوات ،كانت تراني سيد البحر ،وأنني
أعارك البحر لي ًل لكي آخذ منه السمك رغ ًما عنه!
كانت تظن أن البحر هو صاحب السمك ،وأنه لا
يتخلى عنه بسهولة ،وأن الصيادين الأقوياء هم
وحدهم من يأخذون السمك عنوة ،وإلا كيف يأتي
الصيادون بالسمك ميتًا! وأن حبها لي ازداد كلما
تقدم ْت في العمر ،وقد ه ّمت بمفاتحتي بحبها مرات
ومرات ،ولكنني ما كنت أعيرها انتبا ًها ،وأنها كانت
تأتي إلى بيتنا مرات ومرات بعد عودتي من البحر
في الصباح ،لكي تتحدث معي ،لكنها كانت تجدني
غار ًقا في النوم ،ولكم راقبتني وأنا نائم بعي ًدا عن
عيني أمي!
يا إلهي،
كم ازداد رزقي بعد أن تزوج ُت من (مجيدة)!
ولكم فرح ُت بفرح (مجيدة)! التي بادرتني بالقول:
ما رأيك أن نبيع السمك في السوق للناس ،وليس