Page 17 - merit 51
P. 17

‫‪15‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                    ‫ماذا يضرك لو رثيت لعاشق‬                               ‫على شمائل في تركيبها بدع‬
                     ‫متحي ٍر بين الرجا والياس(‪)48‬‬                  ‫صيغت من النور والآيات للعبر(‪)42‬‬
    ‫وهو ‪-‬في رقته وحيرته من أمر الحب‪ -‬تائه لا‬            ‫والشاعر قدير في التخلص من الغزل إلى المديح‪،‬‬
                                                     ‫وبعض ما قدمنا من غزله‪ ،‬وما لم نقدم‪ ،‬قصائد في‬
                           ‫يعرف ليله من نهاره‪:‬‬
                             ‫ومن الحيرة ما أعـ‬                                ‫المديح مسبوقة بالغزل‪.‬‬
                                                       ‫ومفردة «التمثال» مطردة في ديوان الخبز أرزى‪،‬‬
                          ‫رف ليلي من نهارى(‪)49‬‬       ‫معبرة عن الحسن والجمال‪ ،‬صاغه صانعه ببراعة‪،‬‬
                           ‫ويزداد لوعة في قوله‪:‬‬
                  ‫كيف الصلا ُح وقد ُبلي ُت بشاد ٍن‬                            ‫كما سبق‪ ،‬وكما يقول‪:‬‬
                  ‫في الحسن منفر ٍد بغير مثا ِل(‪)50‬‬                          ‫لو كان في جاهلي ٍة سلفت‬
‫وتطرد «الإشارات» في ديوانه بديلة عن الكلام غير‬                           ‫ُص ِّور تمثا ُل ُحسنه صنما(‪)43‬‬
                  ‫المباح مع الحبيب‪ ،‬في مثل قوله‪:‬‬                   ‫والحبيب واحد الحسن‪ ،‬لا نظير له‪:‬‬
                     ‫تغازلني منه الإشارات عاتبًا‬                    ‫يا أحد ال ُح ْسن مالي منك مذ َعلِ َق ْت‬
                ‫فيصطادني ذاك الغزال المغازل(‪)51‬‬                  ‫روحي بروحك إلا الشو ُق وال َح َز ُن(‪)44‬‬
      ‫ويتجلى الجناس بين الغزال‪ /‬المغازل عذ ًبا في‬
        ‫شعره‪ ،‬وتتجلى «الإشارات» كذلك في قوله‪:‬‬                                    ‫وقد ِصيغ من نور‪:‬‬
                     ‫تقاضيته الوصل في جلسته‬                              ‫فيا َمن صيغ من ِطي ٍب ونو ٍر‬
                       ‫بلطف الإشارات لا بال َكلِم‬                       ‫وكل الناس من ماء وطين(‪)45‬‬
                          ‫فتقطيب حاجبه قال لا‬           ‫والحبيب هو الدنيا‪ ،‬وإذا ناله الشاعر فقد نالها‪:‬‬
                         ‫وفترة أجفانه لي نعم(‪)52‬‬                          ‫إن ِنل ُته ف ْز ُت بالدنيا ولذتها‬
    ‫وتبز خدود الحسان روض الجنان في التشبيه‬                             ‫وإن تلف ُت فمعذور على ت َلفي(‪)46‬‬
                          ‫المقلوب ممثَّ ًل في قوله‪:‬‬        ‫لذا تطرد شكوى الشاعر من الشوق المبرح‪:‬‬
                        ‫وروض ٍة غرسنا يغرسها‬
                      ‫حريرها مشرق وسندسها‬                                   ‫ومتى يرجو العليل شفاء‬
                      ‫تحكي خدود الملاح أحمرها‬                             ‫وهو يلقى الكتمان بالكتمان‬
                     ‫وأعين الفاتنات نرجسها(‪)53‬‬                       ‫ما تركت الشكوى لصبري ولكن‬
   ‫إذا تحكي الروضة خدود الملاح ور ًدا‪ ،‬وعيونهن‬                       ‫في فؤادي ما لا يؤدي لساني(‪)47‬‬
     ‫نرج ًسا(‪.)54‬‬                                                       ‫ويذوب الشاعر رقة في قوله‪:‬‬
 ‫ومن أبدع غزل‬
    ‫الخبز أرزي‬
          ‫قوله‪:‬‬
 ‫وإذا تو َّرد خده‬
         ‫فكأنما‬
‫يبدي َجنى الورد‬
    ‫ساعة قطفه‬
  ‫وإذا تب َّسم عن‬
     ‫تلؤلؤ ثغره‬
 ‫أبصر َت سم َط ْي‬
  ‫لؤل ٍؤ في َر ْصفه‬
 ‫وإذا مشى َف َتن‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22