Page 20 - merit 51
P. 20
العـدد 51 18
مارس ٢٠٢3
د.مصطفى عطية جمعة
السقوط في شرنقة الأنثى..
«ظلال جسد ..ضفاف الرغبة»
لسعد محمد رحيم نموذ ًجا
دلالة الاسم في العالم السردي للرواية مختلفة ،فالبطلة بالفعل تروي،
وتشبع من يتعلق بها بغنجها ودلعها وتدللها وجمالها الفاتن ،ولكنه
إرواء دون شبع ،إرواء يقود صاحبه إلى عالم أنثوي صاخب ،لامرأة
تتلاعب بالرجل ولا تشبع من أحدهم ،ولا تعرف معنى للحب ،وإنما
تتلذذ بالأجساد الرجالية التي تقعي أمامها تطلب رضاءها ،وتسعد
بعيون الرجال التي تترصدها أينما ذهبت ،وتصفها بنعوت واحدة .وإذا
أضيف "العطار" إلى رواء ،سنجد أن ثمة عط ًرا يفوح منها في حضورها،
ويظل في أنف الرجل ،لا يغادره ،لأنه عطر فريد اختلط بجسد فاتن.
به ،وتستحضره في خيالها كلما تل ُّح الرغبة على صاحبها، هذه الرواية عوالم عدة ،تتصل كلها بالعلاقة تجمع
فلا فكاك من الفرار إلى الفتات المتخيل ،لعله يروي جو ًعا الأزلية بين الرجل والمرأة ،علاقة الحب
لا يعرف شب ًعا .وهي أي ًضا رواية الحب تحت القصف، والشغب ،الهجر والشوق ،المطاردة والبعد.
فقلب العاشق متلهف متيم ،تحت قصف لا ينقطع في إنها رواية المرأة الفاتنة عندما تأسر رج ًل،
يعلم كل مثالبها ،ومع ذلك لا يستطيع أن
إحدى عواصم التاريخ العربي المجيدة ،في بغداد ،لتكون ينأى عنها ،بل يركض خلفها ،ويتتبع أريجها
الرسالة :نحب تحت القصف ،فالمرأة هي هي ،والرجل
هو هو ،وإن شاهدا القنابل بالقرب منهما ،وإن عايشا أ َّنى كان ،يترقب أخبارها وإن كانت كذ ًبا.
وهي أي ًضا رواية الحب الأوحد في حياة رجال عدة ،ك ٌل
الموت في كل لحظة. منهم يحتفظ بذكرى عنها ،لا تغادره ،ويبقى في إسارها
صحيح أن قضايا العشق والعلاقة مع الرجل عب ًدا مقي ًدا .وهي رواية الرغبة الحسية عندما لا تنال من
من القضايا التقليدية الدارجة في الروايات عامة، المرأة الفاتنة إلا الفتات ،ومع ذلك تعيش عليه ،وتتقوى
والرومانسية خاصة ،خاصة أن الكاتب أقام عالمًا