Page 18 - merit 51
P. 18

‫العـدد ‪51‬‬  ‫‪16‬‬

                                                    ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

‫وكأنه دربة على الغزل‪ ،‬والظرف‪ ،‬والأخير متمثل في‬                                       ‫الورى بتخف ٍف‬
                                          ‫قوله‪:‬‬                           ‫من خصره وتثق ٍل من ردفه‬
                                                                           ‫فتمايلت أغصانه من فوقه‬
                    ‫وأطر ُد َم ْن أحبب ُت طرد تظرف‬                       ‫وترجرجت أمواجه من خلفه‬
                    ‫فيجذبه لي ما تقدم من طردي‬                           ‫فيكاد يدخل بعضه في بعضه‬
                                                                     ‫لينا ويسقط نصفه من نصفه(‪)55‬‬
                       ‫مفاكهة طو ًرا وطو ًرا دماثة‬       ‫فهل هناك أجمل من هذه الصور تموج حسنًا‬
                 ‫وطو ًرا مجو ًنا كل ذلك من عندي‬       ‫وتفاع ًل مع الحب والطبيعة مجلى للحب والحياة؟‬
‫وكأنه يريد غزله ضر ًبا من الظرف والعبث والمجون‬              ‫وما أروع هذا الإحساس بالجمال الأنثوي‪.‬‬
  ‫على طريق المفاكهة والهزل‪ ،‬ولكنه الذي قد يتحول‬        ‫بدا الشاعر كأنه يعتذر عن مبالغته فيما ورد من‬
                                                       ‫صور حسية فيه وارتباط بعض صوره بالخمر‬
                                        ‫إلى جد!‬     ‫وأثرها في شاربها متعة ولذة‪ ،‬على طريقة المك ِّفرات‪،‬‬
                   ‫وأبسط أُنسي في الملاح مماز ًحا‬   ‫وإن كانت ترد على وزن ما تجاوز فيه الشاعر وعلى‬
             ‫فإن بسطوني صار مزحي إلى جد(‪)58‬‬
    ‫وربما يرتبط شعره‪ ،‬مما قدمنا‪ ،‬وغيره بالشعب‬                                            ‫قافيته(‪.)56‬‬
 ‫لأنه سهل الأسلوب‪ ،‬استمد من ألفاظ العامة الكثير‬          ‫ويتبدى هذا الاعتذار ‪-‬ولو ضمنيًّا‪ -‬في تبرير‬

                                     ‫من صوره‪.‬‬                                 ‫الشاعر له بقوله‪ ،‬مث ًل‪:‬‬
      ‫ولذلك كان قريبًا من القلوب في غزله لعذوبته‬                           ‫لكن لطيب تراسل وتغاز ٍل‬
‫ورقته‪ ،‬وقد برهن شوقي ضيف على شعبية الشعر‬                                  ‫وتآلف وتحاد ٍث وتناشد(‪)57‬‬
‫العربي مستد ًّل بشعر الخبز أرزي‪ ،‬وما تميز به من‬

                ‫ظرف وحضور إنساني مح َّبب(‪)59‬‬

                                                                         ‫الهوامش‪:‬‬

‫* الأستاذ الدكتور‪ /‬عوض علي مرسي الغباري‪ ،‬أستاذ الأدب العربي ورئيس قسم اللغة العربية السابق‪ ،‬كلية الآداب‪ ،‬جامعة‬
                                                                                                       ‫القاهرة‪.‬‬

                          ‫‪ -1‬ديوان الخبز أرزي‪ ،‬تحقيق أحمد حلمي حلوه‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،2015 ،‬ص‪.13‬‬
                                                                                  ‫‪ -2‬ديوان الخبز أرزي‪ ،‬ص‪.27‬‬
                                                                                            ‫‪ -3‬الديوان‪ ،‬ص‪.28‬‬

  ‫‪ -4‬الديوان‪ ،‬ص‪ ،37‬راجع إلى سورة يوسف في قوله تعالى‪“ :‬إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها” الآية ‪ 68‬ومواضع أخرى‬
                                                                                                   ‫من السورة‪.‬‬

   ‫‪ -5‬الديوان‪ ،‬ص‪ ،54‬راجع إلى قوله تعالى‪« :‬وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا» (سورة النجم‪ ،‬الآية ‪.)11‬‬
 ‫‪ -6‬الديوان‪ ،‬ص‪ .87‬راجع إلى قوله تعالى‪« :‬ثم ارجع البصر كرتين‪ ،‬ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسبر» سورة الملك‪ ،‬آية‬

                                                                                                            ‫‪.4‬‬
                                                                                           ‫‪ -7‬الديوان‪ ،‬ص‪.140‬‬
  ‫‪ -8‬الديوان‪ ،‬ص‪ .202‬راجع إلى قوله تعالى‪« :‬الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة» سورة‬

                                                                                                 ‫النجم‪ ،‬آية ‪.12‬‬
                                     ‫‪ -9‬راجع كتابى‪ :‬مناهج البحث الأدبى‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص‪.211‬‬

                                                                                           ‫‪ -10‬الديوان‪ ،‬ص‪.28‬‬
                                                      ‫‪ -11‬ديوان جرير‪ ،‬دار بيروت للطباعة والنشر‪ ،1986 ،‬ص‪.492‬‬

                                                                                           ‫‪ -12‬الديوان‪ ،‬ص‪.28‬‬
                                                                                      ‫‪ -13‬الديوان‪ ،‬ص ‪.29 ،28‬‬

                                                                                           ‫‪ -14‬الديوان‪ ،‬ص‪.31‬‬
                                                                                           ‫‪ -15‬الديوان‪ ،‬ص‪.31‬‬
                                                                                           ‫‪ -16‬الديوان‪ ،‬ص‪.36‬‬
   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23