Page 225 - merit 54

‫الملف الثقـافي ‪2 2 3‬‬

‫منهج الكوجيتو «الأنا العليا»‬ ‫على أية دراسة‬ ‫ينبغي‬ ‫آيات‬
‫القائمة على الفردية بغض‬ ‫لسيكولوجية‬ ‫عبد الرحيم‬
‫سيكولوجية الجماهير في عصر الثورات‪..‬‬
‫النظر عن علاقة الفرد بالبيئة‬ ‫الجماهير أن تتطرق‬ ‫عن كتاب (الدين والثورة) لحمدي الشريف‬
‫المحيطة به‪ ،‬فكان ذلك هو‬ ‫إلى ماهية الجماهير‬
‫الحافز الذي جعله ينتج‬
‫ويطور ويتقدم‪ ،‬حيث إن‬ ‫ذاتها‪ :‬مما يتكون‬
‫الفرد هو السيد والمسيطر‬ ‫هذا الجمهور؟‬

‫على كل شيء‪ ،‬من أجله ُتقام‬ ‫وما ميوله؟ وما المحركات‬
‫الحكومات ويتم البحث عن‬ ‫الأساسية التي تدفعه ناحية‬
‫السلطة المثلى التي تلبي له‬ ‫معينة وتوجه وعيه وتفكيره‬
‫رغباته وتحميه من المخاطر‪،‬‬
‫في القضايا المختلفة؟‬
‫سلطة يحيا تحت كنفها‬ ‫من هنا فإننا نحاول في هذا‬
‫ويشعر بالأمان‪ ،‬ولكن في‬
‫حالة عدم حدوث ذلك يحدث‬ ‫المقالة أن نعرض لبعض‬
‫الأفكار التي وردت في كتاب‬
‫التغيير في سيكولوجية‬ ‫(الدين والثورة بين لاهوت‬
‫الجماهير‪ ،‬فتغضب وتثور‬
‫على الوضع القائم‪ ،‬ويظهر‬ ‫التحرير المسيحي واليسار‬
‫الإسلامي المعاصر)‪ ،‬لمؤلفه‬
‫لديها ما يعرف بالحالة‬ ‫د‪.‬حمدي الشريف‪ ،‬وقد صدر‬
‫الثورية‪.‬‬ ‫الكتاب في طبعته الثانية عن‬

‫يحدد د‪.‬حمدي الشريف‬ ‫دار الوفاء لدنيا الطباعة‬
‫مفهوم الحالة الثورية بأنها‬ ‫والنشر في الإسكندرية عام‬
‫تلك الحالة التي تسبق وقوع‬
‫‪( 2022‬صدرت الطبعة‬
‫الثورة مباشرة‪ ،‬ويقصد‬ ‫الأولى عام ‪ 2016‬عن‬
‫بها ذلك الوضع الذي يدفع‬
‫دار مصر العربية للنشر‬
‫جماهير الشعب في اتجاه‬ ‫والتوزيع بالقاهرة)‪ ،‬وهو في‬
‫التحرك للاحتجاج ضد‬ ‫الأساس أطروحته التي تقدم‬
‫بها لنيل درجة الدكتوراة عام‬
‫الأوضاع القائمة‪ ،‬وتتميز‬
‫هذه الحالة بديناميكية‬ ‫‪.2015‬‬
‫وبداية نقول إن الجمهور‬
‫مستمرة‪ ،‬وبهياج ثوري‬ ‫يتكون من أفراد‪ ،‬قبل أن‬
‫شامل‪ ،‬أما الوقت الزمني‬ ‫يتكون من جماعات؛ والفرد‬
‫الذي تظهر فيه‪ ،‬والأشكال‬ ‫منذ قديم الأزل هو الأساس‬
‫الذي ُتسن من أجله القوانين‬
‫التي تتخذها ومراحلها‬ ‫والأعراف من أجل تحقيق‬
‫وحدود تصاعدها وتطورها‪،‬‬ ‫مصالحه وحماية ممتلكاته‬
‫وحقه في الحياة‪ ،‬منذ حالته‬
‫كل هذا يتوقف على قوة‬
‫التنظيمات والفئات الثورية‬ ‫البدائية التي نشأ فيها‬
‫المحتجة وعلاقاتها المباشرة‬ ‫وصو ًل إلى العصر الحديث‪،‬‬

‫بالشرائح الأخرى من‬ ‫حيث الحداثة والتنوير‪،‬‬
‫السكان‪ ،‬والخبرة السياسية‬ ‫حيث تأسست الحداثة على‬
‫التي تراكمت لديها‪ ،‬والوعي‬