Page 226 - merit 54

‫العـدد ‪54‬‬ ‫‪224‬‬

‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬ ‫السياسي عند الجماهير‪،‬‬
‫وزيادة حدة التناقضات‬
‫أرسطو‬ ‫في المجتمع‪ ،‬وخصو ًصا‬
‫التناقضات في منظومة‬

‫العلاقات السياسية‬
‫والاقتصادية والاجتماعية‪،‬‬
‫فعند نشوب الحالة الثورية‬

‫فإنها تمر بمجموعة من‬
‫المراحل‪ ،‬بد ًءا بعلامات‬

‫واضحة تدل على وقوع هياج‬
‫جماهيري‪ ،‬انتها ًء بأزمة على‬
‫الصعيد السياسي والوطني‪.‬‬

‫ومن هنا تتسم أي ثورة‪،‬‬
‫كما يؤكد المؤلف‪ ،‬بالفجائية‬
‫والتلقائية خلا ًفا للإصلاح‬

‫الذي يقوم على التطور‬
‫والتدرج السلمي في التغيير‪،‬‬
‫وفي الواقع إن قيام الثورات‬

‫يرتبط في معظم الحالات‬
‫بحدث قد يبدو للوهلة‬

‫الأولى بسي ًطا للغاية وعديم‬
‫الأهمية بالنسبة للأحداث‬
‫السياسية الكبيرة‪ ،‬غير أن‬

‫نتيجة هذا الحدث قد يكون له‬
‫تأثير سياسي يفوق أحداث‬
‫عظيمة الشأن‪ ،‬فموقف‬
‫فردي كاضطهاد مجموعة‬
‫من الأفراد‪ ،‬أو التضييق على‬
‫شخص في رزقه وعمله‪،‬‬
‫أو صفعة شرطي لمواطن‬

‫عادي‪ ،‬قد تفجر أحدا ًثا ثورية‬
‫يصعب التنبؤ بها‪ ،‬ومما لا‬
‫شك فيه أن للثورة أي ًضا‬
‫إرهاصات ومقدمات معينة‬
‫تدفع الجماهير للتحرك إلى‬

‫المطالبة بتغيير الواقع القائم‪،‬‬
‫غير أن هذه الإرهاصات لا‬
‫تكفي في حد ذاتها للقول‬
‫بحتمية وقوع الثورة‪،‬‬