Page 126 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 126

‫العـدد ‪24‬‬                          ‫‪124‬‬

                                     ‫ديسمبر ‪٢٠٢٠‬‬

 ‫رشف الزلال من السحر الحلال‬          ‫أو المضيقة وغير ذلك من الأعمال‬         ‫المرأة منه ثم يتوضأ ويصلى»‪.‬‬
 ‫لجلال الدين السيوطي‪ ..‬وغيرها‬              ‫والأفعال المتعلقة بها كذكر‬        ‫والحديث الذى رواه البخاري‬
                                                                         ‫ومسلم عن المرأة التي تشتكى قلة‬
   ‫من الكتب التي تعتبر موسوعة‬            ‫أشكال الجماع وآدابه اللذين‬       ‫جماع زوجها وزهده فيه فتقول‬
‫استفاد منها الغرب قبل العرب في‬           ‫لهما مدخل في اللذة وحصول‬           ‫للرسول (ص) عن زوجها «لم‬
                                         ‫أمر الخيال‪ ،‬بحكايات مشهية‬        ‫يقربني إلا هنة واحدة ولم يصل‬
                ‫الثقافة الجنسيّة‪.‬‬                                        ‫منى إلى شيء‪ ،‬أي أنه لم يجامعها‬
  ‫لك مث ًل أن تتخيل الشيخ الإمام‬          ‫تحصل باستماعها الشهوة‪،‬‬          ‫إلا مرة واحدة ولم يفعل في هذه‬
   ‫العلامة محمد النفزاوي‪ ،‬رحمه‬         ‫وإنما وضعوها لمن ضعفت قوة‬          ‫المرة اليتيمة شيئًا‪ ،‬فدافع زوجها‬
                                       ‫مباشرته أو بطلت فإنها تعيدها‬        ‫عن نفسه بقوله إنها كذابة فهو‬
     ‫الله‪ ،‬بجلاله وعمامته يستهل‬      ‫له بعد اليأس «من الكتب المصنفة‬       ‫ينفضها نفض الأديم ‪-‬كناية عن‬
   ‫كتابه «الروض العاطر في نزهة‬       ‫فيه كتاب الألفية‪ ،‬وقال أبو الخير‬    ‫فحولته‪ -‬ولكنها ناشز‪ ،‬فرد عليها‬
‫الخاطر» هو كتاب تعليمي جنسي‪،‬‬                                                 ‫الرسول (ص) قائ ًل فإن كان‬
‫تم تأليفه فيما بين عامي (‪-1410‬‬           ‫يحكى أن مل ًكا بطلت عنه قوة‬        ‫ذلك لم تحلي له حتى يذوق من‬
                                        ‫المباشرة بالكلية وعجز الأطباء‬     ‫عسيلتك‪ ،‬كناية عن لذة الجماع»‪.‬‬
       ‫‪1434‬ه) بناء على طلب من‬         ‫عن معالجتها بالأدوية فاخترعوا‬        ‫المجتمع العربي الآن لا يجد أي‬
   ‫السلطان عبد العزيز الحفصي‪،‬‬          ‫حكايات عن لسان امرأة مسماة‬           ‫غضاضة في دراسة الجنس أو‬
 ‫بقوله «بحمد الله الذي جعل اللذة‬     ‫بالألفية جامعها ألف رجل فحكت‬        ‫تناوله من منظور ديني وشرعي‪،‬‬
 ‫الكبرى للرجال في فروج النساء‪،‬‬                                                ‫وبعي ًدا عن ذلك يصبح دعوة‬
  ‫وجعلها للنساء في أيور الرجال‪،‬‬           ‫عن كل منهم أشكا ًل مختلفة‬          ‫للفسق والفجور‪ ،‬مما يجعلني‬
‫فلا يرتاح الفرج ولا يهدأ ولا يقر‬         ‫فعادت باستماعها قوة الملك»‬         ‫أتساءل إلى متى سيظ ّل مفهوم‬
 ‫له قرار إلا إذا دخله الأير‪ ،‬والأير‬                                      ‫الجنس في الثقافة العربية مرتب ًطا‬
    ‫إلا بالفرج»‪ ،‬دون أن يفكر أنه‬             ‫(أبجد العلوم‪ ،‬ص‪.)123‬‬
 ‫يرتكب فع ًل يخدش الحياء العام‬              ‫لا أحد يتصور عدد الكتب‬             ‫بالن ّص الفقهي والتشريعي‬
                                      ‫الجنسية ‪-‬الإيروتيكية بمفهومها‬        ‫ومح ّد ًدا في وظائفه التي رسمها‬
     ‫للمسلمين‪ ،‬أو أن هذه الكتابة‬        ‫الحديث‪ ،‬وعلم الباه بمفهومها‬         ‫له‪ ،‬ولا يستعمل بشكل صريح‬
   ‫في زمان ما ‪-‬زماننا‪ -‬ستصبح‬           ‫القديم‪ -‬التي كتبت في العصور‬
                                       ‫الإسلامية‪ ،‬وهي كتابات تعطينا‬                ‫ومباشر إلا في إطاره؟!‬
              ‫محرمة ومشبوهة‪.‬‬          ‫نظرة متعمقة عن الانفتاح الكبير‬
 ‫لقد اهتم الجاحظ (‪255 -159‬ه‪،‬‬           ‫في العقل الإسلامي لدى السلف‬        ‫ثال ًثا‪ :‬الجنس في كتب‬
‫‪878 -755‬م) في كتاباته بالمسألة‬             ‫الصالح ومدى عمق الوهم‬         ‫التراث الإسلامية للفقهاء‬
                                        ‫الذي تربينا عليه‪ .‬ولرؤية هذه‬
    ‫الجنسية من منطلق التأسيس‬              ‫الهوة الكبيرة بين تصوراتنا‬             ‫والأئمة‪:‬‬
        ‫للثقافة العربيّة الإسلاميّة‬    ‫عن الماضي وواقعه الفعلي‪ ،‬هذه‬
                                     ‫بعض أسماء كتب الجنس العربية‬          ‫من بين الأسماء التي أطلقت على‬
  ‫والتشريع للسلوك والأخلاقيات‬         ‫في عز مجد الإسلام‪ :‬كتاب الفخ‬       ‫الجنس في كتب التراث الإسلامية‬
 ‫الاجتماعيّة‪ .‬ومن أهم مؤلفاته في‬        ‫المنصوب إلى صيد المحبوب في‬        ‫‪-‬في صورته العملية خاصة‪ -‬هو‬
                                      ‫علم الباه‪ ،‬كتاب جامع اللذات في‬
   ‫هذا الباب نذكر «كتاب مفاخرة‬        ‫الباه‪ ،‬كتاب المناكحه والمفاتحة في‬     ‫الباه‪ .‬وعلم الباه هو‪« :‬فرع من‬
    ‫الجواري والغلمان»‪ ،‬وهو من‬        ‫أصناف الجماع وآلاته لعز الدين‬        ‫فروع علم الطب‪ ،‬وهو علم باحث‬
    ‫الرسائل الظريفة‪ ،‬التي يتخيل‬      ‫المسيحي‪ ،‬كتاب العرس والعرائس‬
     ‫فيها محاورة بين من يفضل‬              ‫للجاحظ‪ ،‬كتاب الباه للنحلي‪،‬‬       ‫عن كيفية المعالجة المتعلقة بقوة‬
‫«الجواري» و»الغلمان» من الناحية‬       ‫كتاب السحاقات والبغائين لأبي‬       ‫المباشرة من الأغذية المصلحة لتلك‬
 ‫الجنسيّة‪ .‬تصف المحاورة الحياة‬       ‫العبس‪ ،‬كتاب الباه‪ ،‬للرازي‪ ،‬كتاب‬
   ‫الجنسيّة للمجتمع العباسي‪ ،‬في‬                                             ‫القوة والأدوية المقوية والمزيدة‬
 ‫تناول شفاف مع قضايا حميميّة‬                                             ‫للقوة أو الملذذة للجماع أو المعظمة‬
  ‫يندر حتى في مجتمعنا «الحداثي‬
 ‫ج ًّدا» تناولها‪ ،‬وهذه بعض فقرات‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131