Page 127 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 127
الفقهاء ورجال الدين الذين طرحوا الكتاب:
موضوع الجنس على مّر العصور انطلا ًقا -يقول لع ِّمه :أ ْن َخ ُر عند الجماع؟
قال :يا ُبن َّي إذا خلوت فاصنع ما
من مبدأ "لا حياء في الدينوالعلم" من أحببت .قال :يا ع ِّم ،أتنخ ُر أنت؟
أمثال التجاني ،والتيفاشي ،النفزاوي، قال :يا بن ّي ،لو رأيت ع َّمك يجامع
والسيوطي ،وابن داوود ،والشاطبي لظننت أ ّنه لا يؤمن بالله العظيم!
-اشترى قو ٌم بعي ًرا وكان صعبًا،
وأبي حامد الغزالي وغيرهم؛ كانوا
أكثر جرأة منا اليوم.السؤال الذي فأرادوا إدخاله الدار فامتنع،
فجعلوا يضربونه وهو يأبى،
يطرح نفسه :ما أسباب تجاهل العرب فأشرف ْت عليهم امرأ ٌة ..فقالت :ما
المعاصرين لهذا الجانب الذي شغل شأنه؟ فقال لها بعضهم :نربده
حيًزا كبيًرا من تراثهم؟ على ال ُّدخول فليس يدخل .قالت:
من كتاب جاد ورصين مد ّون العشق وينمى». ُب َّل رأسه ح َتّى يدخل.
بأسلوب أكاديمي بحت إلى كتاب وفي كتاب «نزهة الألباب فيما لا -فبينا هي عنده تح َّدث مع امرأ ٍة
يوجد في كتاب» يقدم هذا الكتاب من ز َّوارها إ ْذ دخل ُعمر فدعا بها
متعة وفكاهة. النادر الذي ألفه الشيخ شهاب فواقعها ،فسمعت المرأة من ال َنّخير
وألف أي ًضا أحد أئمة المذهب وال َّشهيق أم ًرا عجيبًا ،فل َّما خرجت
المالكي ،عبد الله التيجاني كتاب الدين أحمد التيفاشي (-580 قالت لها :أنت في شرفك وق ْدرك
«تحفة العروس ومتعة النفوس»، 651ه1253 -1184 ،م) -الذي تفعلين مثل هذا! قالت :إ ّن الدوا َّب
لأحد الأمراء الحفصيين في كان عالمًا جلي ًل وأديبًا مؤ ّر ًخا لا ُتجيد ال ُّشرب إل َاّ على ال َّصفير!
أوائل القرن الثامن الهجري ،وقد تولى منصب القضاء في تونس
اهتم معظم المستشرقين بتحفة ومصر -مس ًحا شام ًل للظواهر وفي كتب الطرائف والحكايات،
التيجاني وقاموا بنقله إلى أكثر الجنسيّة المتخفيّة منها والظاهرة نجد الإمام الفقيه الحنبلي أبو
من لغة حية ،من بينها الألمانية، في المجتمع الإسلامي حتى نهاية فرج الجوزي (597 -510ه،
والفرنسية ،والإنجليزية .هو منتصف القرن السابع الهجري. 1203 -1116م) ،في كتاب «أخبار
عبارة عن 25فص ًل ،مخصصة ويتناول الكتاب طبقات القوادين الظراف والمتماجنين» يصف
للحديث عن معاشرة النساء، والزناة واللوطيين والسحاقيات القبلة بقوله« :إذا وقعت ال ُقبل
وصفة أعضائهن من حسن وأساليب عملهم وأفعالهم ،جام ًعا بين المتحابين ووصلت بلَّة من
وقبح ،وحقوق المرأة على الرجل، ريق كل واحد منهما إلى معدة
والمفاكهات والمطايبات المتعلقة قدر الإمكان ،أهم النصوص الآخر ،واختلط ذلك بجميع البدن
بالنكاح .واعتمد التيجاني في الشعر ّية والفكاهيّة السائدة آنذاك، ووصل إلى جرم ،وهكذا إذا تنفس
تأليفه لهذا الكتاب على مصادر كل واحد منهما في وجه صاحبه،
متنوعة من بينها ،كتاب «الأغاني» والتي ما زالت تحتفظ برونقها فإنه يخرج مع ذلك النفس شي ٌء
حتى الآن ،مما أسبغ على رصانته من نسيم كل واحد منهما فيختلط
بأجزاء الهواء ،فإذا استنشق من
منا ًخا من المرح والفكاهة؛ ينقله ذلك الهواء دخل في الخياشيم،
فوصل بعضه إلى الدماغ فسرى
فيه كسريان النور في جرم البدن
فينعقد في بدن هذا ما تحلل من
بدن هذا فيصير مزا ًجا ،فيتولد به