Page 207 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 207
205 ثقافات وفنون
حـوار
لم يخفف من وطأتها حاوره : الجامعة مدة عام واحد ،ثم عاد
سوى حكايات الأم التي وأكمل دراسته بقرار من المحكمة
أضاءت ظلمة الليالي بما رشا حسني
روته لك عن أبطال ثورة العليا .ظل ممنو ًعا من العمل
،1936والفدائيين من الشعارات. والسفر حتى عام .1989
بعدهم ،وغزلت وجدانك
بأغنيات تمجدهم وتفخر يسجل صاحب “أسفار موسى” بدأت رحلته مع الشعر مبك ًرا
ببطولاتهم ..ونبهك صلف لكنه أصدر أول مجموعاته
الاحتلال مبك ًرا لعلاقة حاليًا محطات من سيرته الذاتية
اللغة بالهوية الوطنية. الثرية استعدا ًدا لإصدارها في الشعرية “شغب” في عام ،1988
فمتى أعلن الشاعر داخلك كتاب ..سيرة بطعم الموت لكنها ثم توالت إصداراته“ :تزدادين
عن نفسه؟ مملوءة بالحياة ..يقول حوامدة في سما ًء وبساتين” “ ،1998شجري
أعلى” “ ،1999أسفار موسى
ديوانه “سأمضي إلى العدم”:
العهد الأخير” “ ،2002من جهة
لست حزينًا ،لكن قلبي طري البحر” “ ،2004سلالتي الريح
عنواني المطر” و”كما يليق بطير
صيرتني أمي شاع ًرا وما بيدي طائش” “ ،2007موتى َيج ُّرون
أنقى من النقاء جئت السماء” “ ،2012جسد للبحر
رداء للقصيدة” “ ،2015سأمضي
كان من الصعب عليَّ حتى هذه ومن البياض كنت إلى العدم” “ ،2017تجبر خاطر
اللحظة أن أكتشف متى ظهر الغريب ..وردة” .2020ولديه
ومن الندى رسمت وجهي ويدي ثلاثة كتب في الأدب الساخر منها
الشاعر ف َّي ..الأمر صعب صعوبة و َح َّم َلتني ما لا أُطي ُق من َنقاء
تخليص قطرات ماء عذبة من بحر ال َّسري َر ِة “خباص الضايع”.
نال “حوامدة” عد ًدا من االجوائز
كبير .إذا كنا نحكي عن الكتابة ومن را ِئ َح ِة ال ُعش ِب في َقريتي
عمو ًما فقد بدأت أكتب نصو ًصا ومن ِرضا الوالِدين العالمية منها جائزة الريشة La
أدبية منذ كنت في الصف الثاني وال َّصلا ِة على النَّبي Plumeوهي الجائزة الكبرى
الإعدادي ثم في المرحلة الثانوية، ومن ح ِّب ف َلسطين التي تمنحها مؤسسة أورياني
َأورثتني ال َه َشا َش َة وال ُدموع الفرنسية عام ،2006وجائزة
لكني لم أكن من الوعي الكافي ومن ح ِّب َبغداد حتَّى َط ْنجة مهرجان تيرانوفا الفرنسي،
لأدرك أنني شاعر .الأهم من أ ْو َر َّثتني َخ ْف َق ال ُّضلوع وجائزة المهاجر الأسترالية للشعر
تاريخ الكتابة الروح الشعرية التي َعليّ َعلى وح ّب ال ُحسين والتَّرضي
كانت موجودة والتي كانت تسجل ل ْست َيتيما لعام 2011م.
مثل هذه الأشياء المهمة ،سواء لوكب َّلنادُحيزنيصاَق َر ْصت ّيِقط َع ًة حياة صاخبة مشبعة بالتجارب
حكايات الوالدة أو المرويات أو َتذو ُب في ال َحنين إلى َش َفت ّي المؤثرة عاشها موسى منذ طفولته
الملاحظات التي كنت ألاحظها في إلل ْا.سُ .تعلحيّزينًا يا بلادي تركت أث ًرا كبي ًرا في شخصيته
ومسار حياته المهنية والإبداعية،
الحياة. عبر هذا الحوار شاركنا الشاعر
أصعب شيء في مرحلة الطفولة فصار بحق نموذ ًجا لشعرية
أنني رأيت قبل أن يتفتح وعيي الكبير موسى حوامدة وقفات التمرد ،وكان له دور كبير في
جيش الاحتلال الإسرائيلي بجنوده الانتقال بالشعر الفلسطيني نحو
ودباباته وهي تجثم على الربوات تأملية حول مشروعه الشعري
والطرق وتحتل الأرض والفضاء الحداثة وتحطيم الأطر التي
والروح أي ًضا .أول ما بدأت أسمع المغاير والمحطات الإنسانية التي فرضها الظرف الوطني الخاص
جنود الاحتلال يتحدثون العبرية
تلك اللغة الغريبة ،أدركت قيمة تركت أث ًرا فيه: على بلاده ،ليعبر عن القضية
الوطنية بحس إنساني بعي ًدا عن
عشت طفولة بلا أحلام