Page 211 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 211

‫‪209‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫حـوار‬

      ‫محمد علي شمس الدين عن‬               ‫ورغم مرارة التجربة‬                ‫ول ٌد مطرود يعمل خبا ًزا أو‬
  ‫استخدامي لرمز “يوسف” بأنه‬              ‫تعرضت مرة أخرى عام‬                                   ‫ناطو ًرا‬
‫أكثر أث ًرا وأبعد تأوي ًل عن محمود‬        ‫‪ 2015‬لمصادرة ديوانك‬
                                                                               ‫يتخيل أن تصدفه الملكة‬
     ‫درويش رحمة الله عليه‪ ،‬لأن‬              ‫“جسد للبحر رداء‬                  ‫يتوهم أن تعشقه الملكة‪..‬‬
     ‫درويش أتى بالقصة القرآنية‬          ‫للقصيدة”‪ ..‬هل اعتدت على‬              ‫قدمت في ديوانك الثاني‬
   ‫نفسها في القصيدة‪ .‬أنا لا أفكر‬                                              ‫“شجري أعلى” ‪1999‬‬
    ‫في أن أقوي نصي بشيء آخر‬                   ‫تلك المعارك؟‬                    ‫قراءة مغايرة للنص‬
‫سواء كان ن ًّصا دينيًّا أو ملحميًّا أو‬                                         ‫المقدس‪ ،‬وكلفتك تلك‬
 ‫أسطور ًّيا‪ .‬نصي ينبع من داخله‪،‬‬               ‫لم أكتب بقصد أن أذهب إلى‬      ‫التجربة سنوات من القلق‬
‫من ذاته‪ ،‬وهو حر فيما يشاء‪ ،‬وهو‬            ‫المحاكم لكن طبيعتي منذ الصغر‬        ‫فاستدعيت للمحاكمة‬
 ‫يريد أن يفكك هذه الأساطير‪ .‬هذا‬            ‫أني لا أؤمن بالميثولوجيات ولا‬     ‫ثماني مرات‪ ،‬وكنت كما‬
   ‫أسلوب وليس تحر ًشا كما فعل‬              ‫أؤمن بالأشياء الثابتة المستقرة‪،‬‬   ‫وصفتك إحدى الصحف‬
 ‫غيري حين كتب بعض النصوص‬                                                      ‫اللبنانية “طريد الدين‬
 ‫لاستفزاز الإسلاميين أو غيرهم‪.‬‬             ‫دائما لدي المنطق الديكارتي في‬
    ‫أنا لا أسعى لذلك ولا أحب أن‬           ‫كل حياتي‪ ..‬حينما أكتب لا أفكر‬        ‫والدولة”‪ ،‬واتهمت‬
 ‫أستفز أح ًدا‪ ،‬لكن في الكتابة هكذا‬                                           ‫بالخروج عن الملة‪ ،‬كما‬
                                             ‫بتابوهات سياسية ولا غيره‪،‬‬      ‫حاول المتطرفون التفريق‬
                  ‫تظهر الأشياء‪.‬‬           ‫لذلك أكتب كما أفكر أو كما أحلم‬    ‫بينك وبين زوجتك‪ ..‬وهي‬
   ‫لا أريد أن أظهر في تلك القضية‬                                             ‫المحنة التي واجهها من‬
  ‫بدور بطل أو دور الضحية‪ ،‬ولم‬                 ‫للمتلقي المتخيل‪ ،‬ربما أكتب‬     ‫قبلك مفكرون ومبدعون‬
  ‫أحاول أن أحقق أي مكاسب من‬                  ‫أحيا ًنا لنفسي كما قال وكتب‬     ‫أبرزهم د‪.‬نصر أبو زيد‬
‫ورائها‪ ،‬لأنها جاءت بالصدفة‪ ،‬ولا‬              ‫راسم المدهون عن مجموعتي‬        ‫والفنان مارسيل خليفة‪..‬‬
‫يجب ان أحتقل بها رغم أن آثارها‬               ‫“سلالتي الريح”‪ ،‬ربما أكتب‬
  ‫ترسبت بداخلي بشكل أو بآخر‪،‬‬               ‫لقارئي أو شريكي المتخيل‪ ،‬ولا‬
  ‫وربما ظلت هذه اللعنة تلاحقني‬           ‫أذهب إلى هذه المغامرات في تفكيك‬
   ‫حتى تمت مصادرة مجموعتي‬                 ‫شفرات الموروثات سواء الدينية‬
‫“جسد للبحر رداء للقصيدة”‪ ،‬ولم‬            ‫أو الاجتماعية أو التراثية‪ ،‬لكن لا‬
   ‫يكتب عنها على الإطلاق‪ ،‬وربما‬            ‫أستطيع أن أتناول الأشياء كما‬
  ‫أفكر في إعادة طباعتها‬
 ‫في دار نشر جديدة لأن‬                                              ‫هي‪.‬‬
   ‫هذه المجموعة ظلمت‬                      ‫وكما قال الشاعر اللبناني الكبير‬

                ‫تما ًما‪.‬‬

‫في قصائدك ثمة‬
‫جمع متفرد بين‬
‫الغوص في تراث‬

  ‫متنوع ممتد‬
 ‫الجذور عرب ًّيا‬
‫وإغريق ًّيا وعالم ًّيا‬
   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216