Page 216 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 216
العـدد 24 214
ديسمبر ٢٠٢٠
موجو ًدا في بلادنا قو ًّيا للغاية، كل الدنيا خاصة الأمريكية ،وأي ًضا بالممثلات اللائي جسدن دور الليدي
ظل يتنامي إلى درجة صار تقلصت سينما البورنو في المدن تشاترلي باردات نحيفات ليس من
بينهن أب ًدا فتنة راندا.
من الصعب مواجهته ،بعد أن الأوربية ،وأغلقت مجلات العاريات في النصف الثاني من السبعينيات
سكنت نيران الجنس ،عقب والجنس المفتوح أبوابها ،وفي مصر ولمدة عشرين عا ًما ،ارتفع مقص
الانتشار الفاضح لقنوات سمعنا عن السينما النظيفة التي تخلو الرقيب عن أفلام المهرجانات،
الخلاعة في الفضائيات، من القبلات والمايوهات ،لكن الشيء وكانت ظاهرة جديدة ارتبطت لدينا
ومالبثت أن اختفت ،راجع الذي لم يكن مقبو ًل أن تظهر امرأة بمشاهدة الأفلام كاملة ،بالإضافة
محجبة شابة كبطلة لفيلم ،فالاثنان لا إلى الأفلام التي تعرض في المراكز
مث ًل ما كانت تعرضه القنوات الثقافية باعتبارها نشا ًطا ثقافيًّا،
التركية بعد منتصف الليل ،أما يتقابلان :الحب والحجاب.
وفي الأدب حدث تحول غريب ،وفيما بعي ًدا عن سقوط الأخلاق ،وساعدت
العالم فقد تعامل مع قنوات هذه الظاهرة في ازدهار المهرجانات
الجنس المفتوح بمنطق الماخور ،إذا قبل ،في السبعينيات مث ًل ،كانت
أردت الرعشة فشاهد هذه القنوات، الروايات الأكثر مبي ًعا في العالم هي السينمائية ،وتحولها إلى مصادر
وتبدو هذه التجربة وقد استولت التي تتضمن مشاهد إباحية تكتبها للمال الكثير ،حتى أتت التكنولوجيا
جاكي كولينز وإريكا يونج ودانييل لتوفر لنا في البيوت أفلام البورنو
على صناع وشخصيات” فيلم والسينما الإباحية ،فصارت الفرص
ثقافي» ،وتسيدت روايات المغامرات ستيل ،وهو الجيل الذي جاء بعد
والغموض ،والرعب ،والتخيل العلمي هنري ميللر وآناييس نين .وفيما بعد أفضل لمشاهدة التفاصيل ،وبدأت
المبيعات ،وأي ًضا قصص التجسس، المهرجانات مقصوصة الجناح
هذه ظاهرة استوردناها في بلادنا صارت روايات الغموض والتوتر
التي يكتبها ستيفن كينج وأقرانه والمشاهد في التسلل من المشاهدات
بشكل قوي ،ولم يعد في أدبنا ما هي الأكثر مبي ًعا ،ثم اتجه العالم إلى الرسمية ،والغريب ج ًّدا أن حالة من
يستحق الرقيب أو المنع ،لدرجة أنه التطهر والفضيلة ،لم يكن للرقيب الفضيلة الملحوظة أصابت السينما في
تم الزج في الحبس لمدة عامين بكاتب الديني أي دور في العالم ،ولكنه كان
لمجرد أنه ذكر اسم العضو الانثوي، مشهد من فيلم ثقافي
ولكن على الجانب الآخر فان السينما
حاولت أن تكون أكثر
جرأة من النص الأدبي.
بدا ذلك واض ًحا عند
صلاح أبو سيف وهو
يكتب «شباب امرأة» التي
حولها أمين يوسف غراب
إلى رواية لم تكن بنفس
السخونة ،لأن شفاعات بها
ليست أب ًدا تحية كاريوكا.
كان هذا الكاتب هو الأكثر
جرأة على الإطلاق ،وهو
يكتب الرواية والسيناريو،
ولعل أجرأ حالاته في فيلم
“نساء محرمات» المأخوذ عن
نص أدبي أخرجه محمود ذو
الفقار.