Page 119 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 119

‫حول العالم ‪1 1 7‬‬

  ‫همهمات غناء يكاد لا يبين‪،‬‬         ‫إحساس الذكرى نفسه يبدو‬                 ‫ذائبًا في أفق الضباب‪،‬‬
 ‫طقوس تسير باتجاه الفراغ‪.‬‬           ‫من جديد حين أتأمل البريق‬                         ‫في الفراغ‪.‬‬

           ‫الهناك كان الهنا‪،‬‬                 ‫المتقطع في الجبال‪.‬‬     ‫كان هناك القليل من الشوارع‬
‫ما يذهب ويجيء كان الآخر‪:‬‬                  ‫في البيوت القريبة من‬          ‫نشرتها الشمس وحفيف‬
                                   ‫الضباب الذي يغطي الدروب‬                       ‫بعض الأشباح‬
      ‫إنه الظل‪ ،‬إنه الضباب‪.‬‬                                             ‫أصوات ظلال تخرج من‬
                                                 ‫بين الأشجار‪،‬‬                           ‫البيوت‪،‬‬
               ‫ما هو غائب‪،‬‬                           ‫إ َّن المنفى‪،‬‬
 ‫هو الماضي عائ ًدا إلى البعيد‪،‬‬                      ‫هو البعاد‪.‬‬       ‫قبل أن تكون قد خرجت من‬
                                                                        ‫الضوء‪ ،‬تائهة في الصمت‬
           ‫إنه الكل في الكل‪،‬‬             ‫مغطى بالمطر الخفيف‪،‬‬           ‫الذي كنت أستشعره بينما‬
      ‫إنه الظل‪ ،‬إنه الضباب‪،‬‬             ‫كنت أبحث عن شيء في‬
                                                                    ‫كنت أبحث (في تراكم الأشياء‬
                 ‫إنه الغياب‪.‬‬                           ‫الشيء‪،‬‬             ‫في التراب‪ ،‬في المطر‪ ،‬في‬
                                   ‫لا فارق إن كنت هنا أم هناك‪،‬‬                          ‫الريح)‬
   ‫الصمت يغرق في الإهمال‪،‬‬                                                ‫ترى أيها كان ملامحي‪،‬‬
   ‫تمر الأشياء دون أن تمر‪.‬‬                        ‫كله كان كله‪:‬‬                 ‫أيها كان صوتي‪،‬‬
                                                 ‫كابوس‪ ،‬حلم‪،‬‬                     ‫أيها كان الظل‪.‬‬
              ‫طائر‪ ،‬سحابة‪،‬‬                ‫يتحول إلى دقائق من‬
      ‫الشمس من جديد بين‬                                                 ‫ُولدت في مكان بلا اسم‪،‬‬
 ‫الشوارع الضاربة في القدم‪،‬‬                            ‫الحقيقة‪،‬‬      ‫في بلد الغائبين كما كان يقول‬
     ‫كلب يجرجر السلاسل‪،‬‬                   ‫إنه الصمت الذي كان‬
                                     ‫يذهب إلى الماضي بحثًا عن‬                  ‫خورخي أرتورو‪،‬‬
             ‫صرخة‪ ،‬طائر‪،‬‬                                               ‫في القرية المسماة «أوينثي‬
                   ‫سحابة‪.‬‬                            ‫الإجابات‪،‬‬
                                   ‫لكن الإجابات ليست إجابات‪،‬‬                            ‫أوديو»‬
              ‫يطارد الشفق‪،‬‬                                            ‫إنه مكان لم يكن مكا ًنا كما‬
             ‫بح َثا عن شبح‪،‬‬             ‫إنها مجرد أحجار نارية‬
                                       ‫تضيع في لمعان الجحيم‪،‬‬                      ‫كنت أقول أنا‪.‬‬
                 ‫إن الغرابة‬           ‫تذوب كما يذوب المطر في‬
           ‫هي أصل التراب‪،‬‬                                                             ‫‪-2‬‬
 ‫لكن لم يكن هناك أي شيء‪.‬‬                               ‫التلال‪.‬‬
                                        ‫في انتظار مجيء الموتى‪،‬‬      ‫كنت أتخيل خلال الليل أماكن‬
‫(فصل‪ :‬في لغة ميتة)‬                                                                       ‫بعيدة‪،‬‬
                                               ‫ما يقولونه عنَّا‪،‬‬                        ‫سهو ًل‪،‬‬
                  ‫‪-1‬‬                       ‫بينما يأتي الضباب‪.‬‬                           ‫حارات‪،‬‬

                ‫عند العودة‪،‬‬                         ‫‪-3‬‬                     ‫رنينًا كان يسري على‬
   ‫بعد أن كن ُت قد ذهب ُت مع‬                                                          ‫الأرصفة‪،‬‬
                                              ‫إنه الفجر تقريبًا‪،‬‬
                     ‫الريح‬          ‫كانت لا تزال بعض النجوم‬             ‫هار ًبا بين أشجار الغابة‪.‬‬
         ‫والسحاب الساكن‪،‬‬              ‫هناك‪ ،‬بينما الريح متوقفة‬
  ‫كن ُت لا أزال ملت ًفا في البعد‪،‬‬                                       ‫كنت أترك نفسي تتوه في‬
      ‫في همهمات الأجراس‪،‬‬                          ‫وأي ًضا المطر‪،‬‬                        ‫البعيد‪،‬‬
        ‫وجدتني أمام بعض‬            ‫يواصلان التجوال في جنبات‬                             ‫تضيع‪.‬‬

                                                        ‫الحي‪.‬‬

                                     ‫تعود الصحراء إلى الظهور‬
                                                  ‫وتلال نائمة‪،‬‬
   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124