Page 141 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 141

‫الملف الثقـافي ‪1 3 9‬‬

   ‫في وجوده اليومي دون‬              ‫قدم تشيكوف هؤلاء‬              ‫بأسلوب مختلف‪ ،‬لقد‬
‫أن يعي هذه المعاناة بعقله‪،‬‬          ‫الذين يؤدون طقوس‬              ‫أقالوا بفكرهم الجديد‬
                                     ‫الفشل بوداعة ورقة‬           ‫عثرة السينما المصرية‬
      ‫وكل منهما يعيش في‬         ‫وشاعرية‪ ،‬وأغدق عليهم‬            ‫منذ السبعينيات وحتي‬
   ‫طلاق كامل مع المجتمع‬        ‫الدفء وأدان البطل القوي‬            ‫منتصف الثمانينيات‪،‬‬
                                  ‫لصالح الضعفاء‪ ،‬صنع‬        ‫محمد خان‪ ،‬عاطف الطيب‪،‬‬
      ‫والعالم‪ ،‬إنه أول بطل‬        ‫هؤلاء الواقعيون الجدد‬      ‫خيري بشارة‪ ،‬داوود عبد‬
  ‫يعيش على هامش المدينة‬          ‫شخوصهم وحكاياتهم‪.‬‬           ‫السيد‪ ،‬ورضوان الكاشف‬
 ‫في السينما المصرية‪ ،‬ليس‬           ‫فهذا هو فيلم الحريف‬
                                  ‫الذي قدمه محمد خان‬                       ‫وتلاميذهم‪.‬‬
     ‫حزينًا ولا ميلودراميًّا‬   ‫عام ‪ ،1984‬مستله ًما مرة‬            ‫قدم هؤلاء المبدعون‬
  ‫ولا غاضبًا ولكنه يحاول‬        ‫أخري الواقعية الإيطالية‪،‬‬      ‫أبطالهم من نسيج الواقع‬
‫ويعتاد السقوط مثلما اعتاد‬     ‫إذ إنه يبدو أن كل المدارس‬       ‫الجديد بأبطال جدد‪ ،‬عبر‬
                                ‫الجديدة في السينما لا بد‬       ‫ما شرحه رشاد رشدي‬
     ‫التنفس ليشق صرا ًطا‬        ‫أن تعود لهؤلاء المجددين‬         ‫عن مفهوم الواقعية‪ ،‬إذ‬
   ‫رفي ًعا في الحياة يعبرها‬        ‫الرواد من الإيطاليين‪،‬‬    ‫ذكر أن الفكرة الرومانسية‬
 ‫عليه‪ ،‬يعمل موظ ًفا بسي ًطا‬   ‫حيث التصوير في الشوارع‬        ‫التي تسعى إلى حل مشاكل‬
   ‫في الصباح ويلعب الكرة‬        ‫ووسط الحارات والبيوت‬          ‫الإنسان عن طريق قدرته‬
     ‫الشراب في المساء‪ ،‬بيد‬      ‫الشعبية العادية‪ ،‬ففارس‬            ‫التي لا نهاية لها على‬
                                 ‫(عادل إمام) الذي يبدو‬       ‫الخير؛ فكرة غامضة وغير‬
      ‫أن خان والذي صنع‬         ‫كشخص يمكنك أن تقابله‬         ‫عملية‪ ،‬وبدأ كثير من الناس‬
    ‫له نهايتين الأولى تلوح‬                                        ‫يدعون إلى التخلي عن‬
                                              ‫كل يوم في‬        ‫الأحلام والبحث بطريقة‬
      ‫بسقوط فارس منه ًكا‬                        ‫الشارع‪،‬‬        ‫أخرى عن حلول لمشاكل‬
   ‫مهزو ًما أمام لاعب كرة‬                                    ‫الإنسان عن طريق حقائق‬
                                               ‫في المقهي‪،‬‬
      ‫شراب جديد‪ ،‬يصنع‬                          ‫في العمل‪،‬‬               ‫مادية ملموسة‪.‬‬
                                            ‫ويرى سمير‬             ‫لقد قدمت غالبية هذه‬
                                           ‫فريد أن هناك‬        ‫الأفلام بروح تشيكوفية‬
                                           ‫تأث ًرا واض ًحا‬   ‫واضحة باختلاف العصر‬
                                                ‫بالفلسفة‬          ‫والظرف‪ ،‬إنها مثالية‬
                                               ‫الوجودية‬     ‫جريحة كما أوضح لافرين‪،‬‬
                                            ‫في الفيلم كما‬     ‫أبطال تحطمت مطامحهم‬
                                          ‫عبر عنها ألبير‬      ‫وآمالهم وأوهامهم أي ًضا‬
                                          ‫كامي في رواية‬           ‫على صخرة الحقيقة‪،‬‬
                                          ‫الغريب‪ ،‬فبطل‬             ‫هؤلاء الأبطال الذين‬
                                             ‫الفيلم يشبه‬      ‫يبدون زائدين عن حاجة‬
                                            ‫ميرسو بطل‬           ‫الحياة‪ ،‬يبدون بمعايير‬
                                                ‫الغريب‪،‬‬        ‫النظم المجتمعية الجديدة‬
                                                              ‫القاسية ببساطة فاشلين‬
                                                 ‫كلاهما‬         ‫عديمي الإرادة‪ ،‬ومثلما‬
                                                  ‫يعاني‬
   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146