Page 142 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 142

‫العـدد ‪23‬‬                          ‫‪140‬‬

                              ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬                        ‫نهاية أخرى تخشى‬
                                                               ‫رد فعل الشباك فتبدو‬
   ‫البحر‪ ،‬بعد أن ظنتا أنها‬    ‫تروحان وتجيئان كورقتي‬
     ‫ضاعت منهما‪ ،‬لا نعلم‬         ‫شجر على حافة الطريق‪،‬‬            ‫أكثر تفاؤ ًل‪ ،‬ويدشن‬
 ‫بالتحديد لم هما فرحتان؟‬        ‫كاميليا امرأة تنتمي لعالم‬      ‫هذه النهاية المتفائلة في‬
‫هل لأنهما وجدتا أحلام‪ ،‬أم‬          ‫المهمشين لكنها قوية‪،‬‬      ‫فيلمه الآخر المهم والذي‬
 ‫بالبحر؟ لا شيء بقي لهن‬        ‫تناطح الحياة وتحارب في‬          ‫يعتبره الكثيرون تحفة‬
    ‫من الحياة ولكنه الأمل‪،‬‬        ‫أكثر من جبهة‪ ،‬تحارب‬        ‫أفلام الثمانينيات‪ ،‬أحلام‬
     ‫وطوبى لمن يخوضون‬           ‫مع أخيها المدمن وزوجته‬
     ‫الحياة ببراءة الأطفال‬          ‫وعياله‪ ،‬وتحارب مع‬            ‫هند وكاميليا ‪،1988‬‬
   ‫وطموح الملائكة على حد‬        ‫عثمان زوجها الفظ‪ ،‬ومع‬          ‫والذي يعد عالمًا كام ًل‬
   ‫تعبير نجيب محفوظ في‬           ‫مخدومتها التي تطردها‬         ‫من المهمشين تطاردهم‬
‫روايته الملحمية الحرافيش‪،‬‬                                    ‫الدنيا ويطاردونها‪ ،‬فهند‬
                               ‫عندما تكتشف أنها تسرق‬            ‫وكاميليا زميلتا مهنة‪،‬‬
            ‫طوبي للفقراء‪.‬‬        ‫الطعام من المطبخ فتبيع‬      ‫وهي الخدمة في البيوت‪،‬‬
  ‫وفي التسعينيات يعود بنا‬        ‫الخضر في السوق‪ ،‬عمل‬         ‫تفترقان وتلتقيان بنفس‬
  ‫وحيد حامد وبطله الأثير‬                                   ‫بساطة وتعقد علاقات هذا‬
                              ‫مكان عمل‪ ،‬لا يهم ولا فرق‬     ‫العالم‪ ،‬إذ لا مواعيد مؤكدة‬
      ‫في تلك الفترة بموجة‬      ‫بينهما في التدني والشقاء‪،‬‬      ‫بينهما‪ ،‬فظروف الحياة‬
      ‫من الأفلام السياسية‬                                    ‫أقوي من أن تتواعدا على‬
  ‫الاجتماعية‪ ،‬لتعطي شك ًل‬        ‫وتنصب نفسها أ ًّما لهند‬   ‫اللقاء في وقت محدد‪ ،‬إنهما‬
   ‫وقوا ًما لهذه الفترة التي‬     ‫صديقتها التي تصغرها‬
                              ‫سنًّا‪ ،‬وتجاهد لتزوجها من‬
       ‫ارتدت فيها السينما‬     ‫عيد ليتستر على حملها‬
    ‫مرة أخري للوراء بفعل‬         ‫منه لتضع حلمها‬
   ‫الانهيار النوعي للسينما‬     ‫المعدوم في الإنجاب‬
    ‫لأسباب عديدة ومركبة‬          ‫في أحلام بنت هند‪،‬‬
   ‫ومستمرة حتى الآن‪ ،‬إلا‬          ‫إنهما تخلقان الضحك‬
    ‫أنه ليس على غرار فيلم‬       ‫من قلب البكاء وشظف‬
     ‫الكرنك بالطبع‪ ،‬والذي‬         ‫العيش‪ ،‬وينتهي بهما‬
  ‫يعد أول فيلم سياسي في‬       ‫الحال بعد أن وجدا المال‬
  ‫السينما المصرية بمفهوم‬        ‫الذي سرقه عيد زوج‬
  ‫النوع الفيلمي السياسي‪،‬‬      ‫هند وزج به في السجن‬
    ‫حيث يواجه فيه طلاب‬        ‫بسببه‪ ،‬فتقرران السفر‬
     ‫الجامعة المتمردين على‬
                                    ‫للإسكندرية مع‬
      ‫القمع والديكتاتورية‪،‬‬     ‫أحلام في نزهة نزقة‪،‬‬
      ‫قوى غاشمة واضحة‬
    ‫المعالم‪ ،‬إنها أجهزة أمن‬      ‫فيخدرهما السائق‬
    ‫نظام حكم عبد الناصر‬          ‫ويسرقهما ويلقي‬
 ‫بكل ممارساته‪ ،‬إنه صراع‬          ‫بهما على الطريق‪،‬‬
‫رومانتيكي من أجل الحرية‬       ‫تستفيقان وتهرولان‬
‫والأفكار السياسية الكبرى‬        ‫على البحر في أمل‬
     ‫كافتقاد الديموقراطية‬          ‫وبهجة بعد أن‬
      ‫والحرية الفردية إلخ‪،‬‬     ‫وجدتا أحلام تقف‬
                                 ‫على مبعدة منهما تواجه‬
   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147