Page 147 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020

‫قيل كثيًرا إن قوة عبد الحليم جاءت من‬ ‫ولما طغت شهرة عبد الحليم‬
‫ضعف صوته‪ .‬إلا أن تعبير ضعف للتضاد‬ ‫اعتزل إسماعيل الغناء مبك ًرا‬
‫مع القوة جاء في غير دقة وموضوعية‪،‬‬
‫وظل مسان ًدا لأخيه ومحبًا‬
‫فالضعف يعني الهزال أو الوهن أو‬ ‫له وفر ًحا به‪ .‬ومما أضعف‬
‫الإعياء أو التعب‪ .‬والأصح أن نقول بدًل‬ ‫وضع إسماعيل أنه كان أسي ًرا‬
‫منه‪ ،‬الصوت الهادىء أو الحنون‪ ،‬فهو‬ ‫لمدرسة سيد درويش في الطرب‬
‫ليس صو ًتا جهور ًّيا قو ًّيا كصوت محمد‬ ‫الشرقي وغناء الموشحات‪،‬‬
‫عبد المطلب‪ ،‬أو شفيق جلال‪ ،‬أو سمير‬ ‫وكان بطبعه متدينًا ومحاف ًظا‪،‬‬
‫وكان يبتعد عن أجواء السهر‬
‫الإسكندراني على سبيل المثال‬ ‫والمجاملات‪ ،‬وتفوق في الأغاني‬
‫الدينية‪ ،‬على عكس عبد الحليم‬
‫جارحني» كلمات مرسي جميل‬ ‫قيل فإنه انسحب واعتزل بعد‬ ‫الذي غني للطالب والعامل‬
‫عزيز وألحان محمد الموجي‬ ‫تراجع حماس شركات الإنتاج‬ ‫والفلاح والجندي‪ ،‬وعبر عن‬
‫‪ ،1959‬وفي نفس العام غني‬ ‫فكر وتطلعات ثورة يوليو‬
‫«يا وحشني رد عليا» كلمات‬ ‫له‪ ،‬بسبب الحرب التي شنها‬
‫الحقل الغنائي ضده لصالح‬ ‫‪ ،1952‬والتي تفوق فيها‬
‫عبد العزيز سلام وألحان فريد‬ ‫أحد نجوم الغناء‪ .‬ويقال إن‬ ‫على عبد الوهاب وأم كلثوم‪،‬‬
‫الأطرش‪ ،‬وله أي ًضا «إوعى‬
‫تكون بتحب يا قلبي» كلمات‬ ‫هذا النجم هو عبد الحليم‬ ‫وساعده في ذلك مجهود‬
‫إسماعيل الحبروك وألحان‬ ‫حافظ‪ ،‬ومن جانب آخر هناك‬ ‫الشاعر صلاح جاهين بأغنياته‬
‫من يقول إنهما كان على علاقة‬
‫محمد الموجي‪ .‬كما لحن لنفسه‬ ‫طيبة‪ .‬وعاد كمال حسني للعمل‬ ‫الثورية اللاهبة‪ ،‬فكان أكثر‬
‫أغنية «غدارين» كلمات صلاح‬ ‫بالبنك‪ ،‬ثم سافر إلى إنجلترا‬ ‫إقناعا للشارع من جميع‬
‫أو إحدي الدول العربية للعمل‬
‫فايز‪ .‬انشغل محرم فؤاد‬ ‫هناك سنوات طويلة‪ ،‬ثم عاد إلى‬ ‫معاصريه في مصر والعالم‬
‫بالزواج حيث تزوج ‪ 7‬مرات‪،‬‬ ‫مصر‪ .‬وكما يبدو أن من أهم‬ ‫العربي‪.‬‬
‫وبالسفر الكثير إلى لبنان‪ ،‬مما‬ ‫أسباب اعتزاله أنه كان يعشق‬
‫جعله في نجومية أقل من عبد‬ ‫الحياة الأسرية وكان مهت ًّما‬ ‫وقد ظهر مجموعة من المطربين‬
‫ومتعل ًقا بأسرته وتربية أولاده‪.‬‬ ‫الشبان معاصري عبد الحليم‪،‬‬
‫الحليم حافظ‪.‬‬ ‫وكان التنافس شدي ًدا بينهم‪،‬‬
‫ويأتي بعد ذلك عبد اللطيف‬ ‫وفي هذا الجيل ظهر أيضا‬
‫التلباني (‪،)1989 -1936‬‬ ‫محرم فؤاد (‪)2002 -1934‬‬ ‫وكانوا يمثلون خط ًرا داهما‬
‫بلديات عبد الحليم والمولود في‬ ‫عليه‪ ،‬مثل كمال حسني‬
‫قرية العزيزية مركز فاقوس‬ ‫الذي ذاع صيته وشهرته‪،‬‬
‫بالشرقية‪ ،‬ولكن في وقت قد‬ ‫فله عدد كبير من الأغاني‪،‬‬ ‫(‪ )2005 -1929‬الذي كان‬
‫تربع فيه عبد الحليم على عرش‬ ‫وأطلق عليه «صوت النيل»‪،‬‬ ‫يعمل في أحد البنوك‪ ،‬والذي‬
‫غناء شباب هذا الجيل‪ ،‬وفي‬ ‫ومن أغانيه «رمش عينه اللي‬ ‫حقق شهرة واسعة ورددت‬
‫الجماهير أغانيه‪ ،‬فمنها «غالي‬
‫عليَّ» كلمات محمد على أحمد‬
‫والحان محمد الموجي والتي‬

‫أنتجت عام ‪ 1956‬في فيلم‬
‫«ربيع الحب»‪ ،‬وأغنية «لو‬
‫سلمتك قلبى» كلمات محمد‬
‫على أحمد أي ًضا والحان منير‬
‫مراد‪ .‬ولم يستطع كمال حسني‬
‫استكمال مشواره‪ ،‬وحسب ما‬