Page 150 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 150
العـدد 23 148
نوفمبر ٢٠٢٠
التي أحدثتها ثورة يوليو في يوليو
،1952فالعلاقة بين أغاني عبد
« 1954علي
الحليم والتحولات السياسية
والاجتماعية لا تقتصر على قد الشوق»
أنها ظاهرة فنية موهوبة كلمات محمد
فحسب؛ بل هي ظاهرة تاريخية
واجتماعبة أي ًضا ،فقد عبر عبد على أحمد
الحليم في أغانيه عن الثورة وألحان
وإنجازاتها ،وعن مكاسبها التي
كمال
حققتها .ويمكننا أن نقول إنه
كان صوت الثورة. الطويل،
حاول عبد الحليم أن يثبت فحققت
فكرة أن الثورة للجيش
نجا ًحا
والشعب م ًعا ،فغنى من كلمات ساح ًقا
أنور عبد الله وألحان محمد عبد
الوهاب «الله يا بلادنا الله ..على أي ًضا.
جيشك والشعب معاه» .ثم غني في الحقيقة
أن عبد كمال حسنى ألفيس بريسلى عبد اللطيف التلبانى
«يا جمال ..يا حبيب الملايين»
كلمات إسماعيل الحبروك الحليم حافظ لعب دو ًرا كبي ًرا صديق عبد الحليم ومدير
في تشكيل وجدان الشباب أعماله في كتابه «أعز الناس»
وألحان كمال الطويل .كما غنى
من كلمات مأمون الشناوي خلال الفترة التي عاشها أن الجمهور في هذا الحفل
لم يكن متجاو ًبا مع عبد
وألحان رؤوف ذهني «ثورتنا وبعدها بسنوات ،لأنه كان
المصرية ..أهدافها الحرية». الحليم ،بل كان بينهم شبه
بعد أن تمت اتفاقية الجلاء صاحب الموجة الشبابية عناد ،حيث رفض عبد الحليم
،1954وبدأت مرحلة جديدة طلب الجمهور بأن يغني لعبد
للأغنية الوطنية التي عبرت الجديدة ،وألقى في قلوبهم الوهاب أو عبد العزيز محمود،
عن فرحة الشعب بالجلاء،
رومانسية لم يعتادها أحد من وأصر على أن يغني أغانيه
غنى عبد الحليم «إحنا الشعب.. الخاصة وليس أغاني آخرين.
إحنا الشعب ..اخترناك من قبل ،ولم يكن تشكيل الوجدان ثم نزل من على المسرح ومعه
قلب الشعب» كلمات صلاح بعض الموسيقيين منهم شاب
في نسج العواطف تجاه
جاهين وألحان كمال الطويل. ذو شارب رفيع ،هو محمد
وفي مرحلة صدور القوانين المحبين هو ما احتوته أغانيه، الموجي ،وجاءت إلى عبد
الاشتراكية التي ستلبي وتحقق
مطالب ورغبات الشعب ،غنى ولكن أي ًضا تشكيل الوجدان الحليم سيدة تواسيه وقالت
عبد الحليم رائد هذه المرحلة والعواطف تجاه الوطن ،من له «الجمهور مش فاهم وبكره
«بالأحضان ..بالأحضان يا
بلادنا ياحلوة» و»المسؤولية» خلال أغانيه وقصائده الوطنية يفهمك» ،واتضح أنها تحية
و»مطالب شعب» و»يا أهلا كاريوكا .ورغم هذا فقد أصر
بالمعارك» وكلها من كلمات التي حفرت في قلوب كل
عبد الحليم على المضي في
المصريين وأصلت معاني جميلة طريقه.
في حب الوطن. وفي يوم إعلان الجمهورية في
يونيه 1953غنى عبد الحليم
شهدت مصر خلال هذه الفترة
«صافيني مرة» مرة أخرى
ازدها ًرا كبي ًرا في الحياة الثقافية فلاقت نجا ًحا مبه ًرا .كما غنى
والفنية ،وكما يقول جلال
أمين في كتابه «ماذا حدث
للمصريين -تطور المجتمع
المصري في نصف قرن -1945
»1995أنه قد اقترن هذا
الإزدهار بالتحولات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية،