Page 146 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020

‫العـدد ‪23‬‬ ‫‪144‬‬

‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫أما عبد الحليم حافظ الظاهرة‬ ‫البوب والبلوز‬
‫المصرية العربية‪ ،‬فقد جاء‬
‫والكنتري‪ ،‬وهو‬
‫في الخمسينيات أي ًضا في جو‬
‫مليء بالنجوم من المطربين‬ ‫أحد رواد موسيقا‬

‫والمطربات وكان على رأسهم‬ ‫الروكابيلي وهي‬
‫محمد عبد الوهاب وأم كلثوم‬
‫القمتان العريقتان في الطرب‬ ‫موسيقا سريعة‬
‫والفنون والثقافة‪ ،‬وقد تربعا‬
‫الإيقاعات‬
‫على عرش الغناء سنوات‬
‫طويلة‪ ،‬وكان لهما نفوذ كبير‬ ‫خرجت من‬
‫خاصة أم كلثوم‪ .‬كما كان هناك‬
‫عدد كبير من أصوات الرجال‬ ‫موسيقا الكنتري‬
‫الموجودة على الساحة بالفعل‪،‬‬
‫إلا أنه لم يكن مناف ًسا لهم‪ ،‬فهم‬ ‫مع موسيقا‬
‫مختلفون عنه في طبيعة الصوت‬
‫الريتم آند بلوز‪.‬‬
‫والأداء ونوع ومضمون‬
‫الأغاني والشكل المقدم بها‪،‬‬ ‫كما لقب بملك‬
‫مثل عبد الغني السيد‪ ،‬ومحمد‬
‫عبد المطلب‪ ،‬وإبراهيم حموده‪،‬‬ ‫الروك آند رول‪،‬‬
‫وعباس البليدي‪ ،‬وعبد العزيز‬
‫محمود‪ ،‬ومحمد فوزي‪ ،‬وكارم‬ ‫وفيما بعد قال‬ ‫محرم فؤاد‬ ‫أم كلثوم‬ ‫محمد عبد الوهاب‬
‫محمود‪ ،‬ومحمد قنديل‪ ،‬وشفيق‬ ‫عنه المغني‬

‫جلال وغيرهم‪.‬‬ ‫البريطاني التون‬ ‫القرن الماضي شهدت أمريكا‬
‫وكان من بينهم أي ًضا إساعيل‬ ‫والعالم كله ظاهرة اسمها‬
‫شبانه شقيق عبد الحليم حافظ‪،‬‬ ‫جون «اسألوا من حولكم‪ ،‬لو‬ ‫ألفيس بريسلي‪ ،‬المولود في‬
‫الذي أنقذه من مؤامرة نسوان‬
‫القرية‪ ،‬اللاتي قررن التخلص‬ ‫لم يكن الفيس موجو ًدا‪ ،‬لا‬ ‫مدينة توبيلو بولاية ميسيسبي‬
‫نعلم ماذا كان سيحل بموسيقا‬ ‫‪ ،1935‬لعائلة متوسطة الحال‪،‬‬
‫منه بعد ولادته بأيام‪ ،‬لأنه‬
‫نذير شؤم‪ ،‬فقد ماتت أمه بعد‬ ‫الروك اليوم»‪.‬‬ ‫وهو مغني وممثل وكاتب‬
‫ولادته‪ .‬كما مات أبوه قبل أن‬ ‫أغاني اعتلي عرش الموسيقي‬
‫يتم عامه الأول‪ ،‬وعاش في بيت‬ ‫كانت طريقة الفيس في الغناء‬ ‫الأمريكية‪ ،‬وكان أحد أشهر‬
‫خاله الحاج متولي‪ ،‬وكان دائم‬
‫اللعب في ترعة القرية فأصيب‬ ‫يصحبها الرقص بحيوية‬ ‫المغنين وأكثرهم تأثي ًرا في‬
‫بمرض البلهارسيا الذي عاني‬ ‫القرن العشرين‪ .‬وشهدت‬
‫منه طوال حياته‪ .‬وعبد الحليم‬ ‫فائقة‪ ،‬والذي وصل إلى مرحلة‬ ‫مصر في نفس الوقت ظاهرة‬
‫هو الابن الأصغر بين إخوته‬ ‫اسمها عبد الحليم حافظ‪،‬‬
‫هستيرية‪ ،‬بل هيستريا جماعية‬ ‫المولود في قرية الحلوات مركز‬
‫إسماعيل ومحمد وعلية‪.‬‬ ‫الإبراهيمية بمحافظة الشرقية‬
‫وإسماعيل هو الذي ساند‬ ‫أصابت معه الجمهور‪ .‬وامتلأ‬ ‫‪ ،1929‬لعائلة أي ًضا متوسطة‬
‫أخاه الأصغر طوال حياته‪،‬‬ ‫الحال‪ ،‬وهو مغني وممثل‪ ،‬تربع‬
‫رقصه بالإيحاءات الجنسية‬ ‫على عرش الغناء الرومانسي‬
‫والوطني في مصر والوطن‬
‫متجاو ًزا كل الأعراف في زمن‬ ‫العربي كله‪ .‬وعبد الحليم‬
‫بزوغ حركة الحقوق المدنية‪،‬‬ ‫وألفيس رحلا في عام واحد هو‬
‫‪ ،1977‬الفيس بسبب الإدمان‬
‫وكل هذا جعله من جانب‬ ‫وعبد الحليم بسبب مرض‬

‫شخصية مثيرة للجدل‪ ،‬ومن‬ ‫مزمن‪.‬‬
‫برع الفيس في موسيقا‬
‫جانب آخر جعله شخصية‬

‫شعبية محبوبة بشكل غير‬

‫طبيعي‪ ،‬خاصة حينما نجح في‬

‫التوفيق بين موسيقا الكنتري‬

‫الخاصة بالبيض والبلوز‬

‫الخاصة بالسود‪ ،‬فكسر بذلك‬

‫التمييز العنصري داخل أمريكا‬

‫المحافظة العنصرية‪ .‬ومن هنا‬

‫صنعت ظاهرة اسمها الفيس‬

‫بريسلي‪.‬‬